Thursday 15 November 2012

مهمتي كمدرس للتصميم!


 

سؤل يراودني في كل لقاء مع الطلاب في قاعة المحاضرة. كيف لي أن اعرف مدى استيعابهم للمادة المطروحة عليهم وكيف لي ان اتأكد من اكتسابهم للمهارات والقدرات المرجوة من هذه المادة او تلك خارج اطار ادوات التقييم التقليدية؟

 

كبف يمكن قياس قدرة الطلبة على ترجمة ما تعلموه وعكسه على ممارستهم في الجامعة او الكلية ومستقبلا ميدان العمل.  هذه الأسئلة وغيرها تأخذ من الأهمية اعلى مراتبها، فالهدف العام من العملية التعليمية في مجال التصميم او غيره هو ايجاد كوادر اكاديمية قادرة على اتخاذ القرار المناسب في الزمان والمكان المناسبين وذلك استنادا الى خبرتهم المكتسبة  اثناء دراستهم لصقلهم وتحفيزهم على استخدام الحلول المثلى لما يواجهونه في ميدان العمل.

 

هل انا او غيري نركز جدياً على الوسائل الخاصة التي تمكن الطلبة  من دراسة تجاربهم وتحسين الطرق التي يعملون بها، من خلال تدريبهم على تقييم العمل ومراحله و الاستفادة منها ومن الخبرات والكفاءات التي تم اكتسابها في عملية اختيار الحلول وافتراحها وتقييمها. هل نتأكد نحن من ذلك؟

 

هل نلحظ ان الطالب قد تقدم في ادائه وتطورت شخصيته من خلال تطور مهاراته وطرق تفاعله مع زملائه؟

 
لا بد لي كمدرس من التركيز على ممارسة ما يعرف باسم الممارسة الفكرية بالتغذية الراجعة والتي تعني القدرة على التفكير في العمل من اجل الانخراط في عملية التعليم المستمر حيث تعتبر من اهم الخصائص المميزة للممارسة المهنية. فهي ترتكز الى ايلاء الاهتمام للقيم العملية والنظريات والتي ترصد التصرفات اليومية من خلال دراسة الواقع تأمليا وغريزيا للوصول الى رؤى تأملية فكرية.

 
ان الممارسة الفكرية بالتغذية الراجعة تعتبر اداة مهمة لضبط العملية التعليمية المعتمدة على الممارسة والتي يتعلم الطلبة فيها من خبرات ممارستهم العملية ونتائجها وليس من عملية التعليم التقليدية واساليب نقل المعرفة والتي قد تفتقر الى تحفيز الطلبة على التفكير العميق بالاشياء والبحث فيها. واسقاط ما تعلموه او اكتسبوه من مهارات وقدرات على مشاريعهم لصقل تجربتهم وخبرتهم وتهيأتهم للتناغم مع لغة ميدان العمل المستقبلية. فالطالب يجب ان يعرف تماما لماذا وصل بالفكرة الى ما وصلت اليه وما هي غايلتها ونهاياتها عبر طرح الاسئلة التي  توصله الى المراد . من هذه الأسئلة ما اعتمدها جيبس في عملية المراجعة الفكرية والتأملية وهي:

الوصف - ماذا حدث؟

المشاعر - بماذا أفكر وأشعر حيال ذلك؟

التقييم - ما هي الإيجابيات والسلبيات؟

التحليل - ما المعنى والامكانية الفعلية للعمل؟

الملخص - ماذا امكنني ان افعل غير الذي فعلته؟

خطة العمل - ماذا سأفعل في المرة القادمة؟


الملاحظ في هذه الممارسة انها قد تمر في مرحلتين ، الاولى منها مرحلة التأمل او التفكير بالعمل كعملية  والمرحلة الثانية هي التأمل في العمل نفسه. المرحلة الاولى تتضمن  التفكير الاستدراكي والمستقبلي عبر التحليل والتجربة والاستجابة للغاية. اما المرحلة الثانية فهي تتطلب التفكير التتابعي للعمل، مناقشة العمل نفسه بطبيعته.

هذه الممارسة تتطلب مني كمدرس تقييم طرق التدريس وتحديد المناسب منها للطلاب معتمدة على اهتمامي بالجميع وبالعواقب الاخلاقية لاجراءات محددة في قاعة المحاضرة وتأثيرها على الطلبة. ويكون استخدامها نابع من مفهومي لعمليتا التعليم والتعلم على انهما معقدتين وعدم وجود نهج واحد محدد ومعتمد لهما. نرى ذلك جليا في اسقاطاتهما على  الطرق المختلفة في التدريس والتجارب السابقة والحالية فيها والمؤثرة لتحسين ممارسات التعليم واساليبه.

 
انا كمدرس ومن خلال فهمي للممارسة الفكرية واسقاطاتها ستساعدني في تحديد مفهوم المعرفة المهنية الناتجة عن مجموع خبراتي  اثناء العملية التعليمية وجعلها جزءا مهما في عملية صنع القرار لدى الطلاب. هنا اجد نفسي خارج اطار الضابط للقاعة التقليدية (الملقن) الى الممارس التأملي الناقد  عبر فكري التحليلي  وبقائي محركا رئيسا في بيئة ديناميكية فاعلة داخل المحاضرة.

Wednesday 28 March 2012

القيم من وراء مهنة تصميم الجرافيك



يعد تصميم الجرافيك كباقي تخصصات التصميم جزءا مهماً في حياتنا ، فهو مطبق في اغلب مناحي الحياة ومرتبط بأغلب العلوم الأخرى كالفنون التشكيلية والعمارة والفلسفة والتسويق واللغة والبلاغة والادب والعلوم والسياسة والاقتصاد وعلم الإجتماع .
مثل هذه العلاقة تتقاطع وتجعل من تصميم الجرافيك سلطة اقتصادية من خلال نفوذه في التجارة والتسويق حيث يعد احد اهم عوامل تحقسق نجاح المنافسة وكسب رهانها وخاصة حين تكون بيئة المنافسة مرتكزاً الى اهمية وظيفته وقيمته العملية. وما يمثله كل من المنتج او الخدمة من قيمة تمثيلية متميزة ترتكز الى دور التصميم المهم والحيوي في تحقيق حالة الاتصال عبر تأثيره العاطفي والرمزي مابين المنتح او الخدمة والجمهور المستهدف. بالتركيز على الحالة النفسية للجمهور بدغدغة عواطفه وتحفيزه على اتخاذ القرار الارادي في التغير ايجابا اتجاه المنتج او الخدمة. معتمدا في ذلك على معرفة المصمم المسبقة والمستندة الى قراءته الصحيحة لملخص طلب التصميم من الزبون او مديره الفني. معرفته للجمهور المستهدف و ذوقهم، خبرتهم و معرفتهم، وضعهم الاجتماعي والاقتصادي والنفسي حتى يمكنهم من الاختيار تحت تأثير تصميمه.

هذه هي اهمية وقيمة تصميم الجرافيك لنا جميعاً، ليس للتسويق والترويج فقط بل اهميته كقوة ثقافية واداة من ادوات التأثير الاجتماعي بعيداَ عن الترويج والسياسة والصحة والرياضة وغيره. فهو يؤثر على تصرفات الناس ومعتقداهم الاجتماعية سواء في تصميم الملصق او اللافتات الخارجية فهو يوجه الناس في حركتهم وفي التعليم عمل على تطوير وسائل التعليم والتعلم البصرية وادواتهما. كل ذلك من خلال توفيره لاداة الاتصال البصري التي قد تؤثر على السلوك الاجتماعي للناس وتغيره.
والمصمم هو الباعث لهذه الحالة الابداعيةالتفاعلية الهادفة من خلال مساهمته بافكاره التي لا بد لها ان تتوافق مع متطلبات مجتمعه عبر معرفة احتياجاته وتعزيز اقتصاد زبائنه.
المصمم يطرح افكاراً وينقل رسالة لحث الجمهور وتحفيزه على التغيير مما يشكل سلوكا اجتماعيا وتنبوء بمتغيراته مستقبلاً.
هل يدرك مصمم الجرافيك ذلك؟

هل يدرك ضرورة ان يكون ممنهجاً ومنضبطاً لتغذية واقعيته وليصنع افكارا ابداعية مستندة الى توقعات عامة الناس. ليجعل افكاره هذه حاملة لمجموعة متنوعة من الاعتبارات ذات الطابع الابداعي والعملي والاجتماعي في آن واحد دون أي تدخل لميوله او اعتباراته الشخصية.  
وان نشاط المصمم نشاط مزدوج بين الابداع والتكيف مع احتياجات هذا الابداع ومتطلباته وهذا ما يدعو الى رفع مستوى القيم في تصميم الجرافيك، وفي نفس الوقت يجعل من مهمة مصمم الجرافيك " الحقيقي" مهمة شاقة خاصة عندما تتعارض رؤيته الفنية مع المعايير الاجتماعية. فالمصمم غايته ارضاء الجمهور المستهدف دون وضع نفسه في سجن من النماذج والافكار المألوفة والروتينية التي تسقط ويسقط معها مصممها. لانها تخلوا من اية جهد بحثي ومعرفي وتحليلي مما يجعلها نمطية.
يتطلب من المصمم ذهن واعي ومتفتح و ثقافة شاملة تمكنه من النظر بعيداً لما وراء الافق. مستفيداً من التحديات والمعيقات والصعوبات بحدسه المهني المرتكز الى القراءة السابقة والبحث والتحليل والتغذية الراجعة ليتمكن من التفكير خارج الصندوق. قادرا على ابداع مبتكر والتأثير والتحفيز ليصبح مصمما ذو استباقية اجتماعية في وضع حلول بصرية كونه يعيش في عمق المشكلة البصرية لتحقيق غايات انسانية، من خلال كافة وسائط الاتصال البصري. 
المصمم هو فكر استراتيجي وهذا ما يميز المصمم الحقيقي في المهنة.





التدريب الميداني والملكية الفكرية

مع ازدياد أهمية تصميم الغرافيك في الوسائط المتعددة، ومنها المطبوع والمرئي الرقمي، تزداد فرص العثور على وظيفة مصمم غرافيك، والتي تكاد تكون موجودة أكثر من أي وقت مضى، إلا أنها تتوقف على مستوى مؤهلات الخريج ومهاراته، خاصة وأن كل صناعة تعتمد على خدمة محددة مقدمة من مصمم الغرافيك، سواء كان في إنتاج المواد المطبوعة أو تصميم الصور والنصوص الإلكترونية.

ووكالات الدعاية والإعلان والتصميم التي توظف مصممي الغرافيك، تأمل منهم إيجاد حل للمشاكل البصرية بأسلوب بلاغي وظيفي؛ تلك الموجودة في تصميم الغرافيك، والتي تتطلب استخدام أنجع وسيلة للتواصل عبر رسالة محددة، سواء من خلال المطبوعات، أو الفيلم والوسائط الإلكترونية، أو من خلال شبكة الإنترنت.

وتختلف الواجبات الوظيفية لمصممي الغرافيك تبعا لنوع الحقل الذي يعملون فيه. فقد نجد العديد من المصممين يمارسون مهام من حيث التصاميم تخدم الترويج أو العرض للمنتج أو الخدمة، ويمكن أن تكون على شكل لافتة أو علبة أو شعار أو بروشور. وقد يكون عملهم على شبكة الإنترنت، وتطوير مواد لصفحات الويب ووسائل الإعلام التفاعلية والوسائط المتعددة.

المناهج الدراسية لبرامج تصميم الغرافيك عادة ما تشمل الفن التشكيلي، ومبادئ التصميم والفنون الحرة، والنشر المكتبي والتصوير الرقمي، ورسومات الحاسوب، والرسوم المتحركة (فلاش)، والطباعة وتقنياتها، وتصميم العبوة، وتصميم وسائط التسويق والإعلان. هذا بالإضافة إلى التدريب والتأهيل الفكري والعملي وتلك المهتمة بتصميم الغرافيك، والتي تعتمد على الإبداع من خلال البحث والتحليل، والقدرة على الإدارة والعمل ضمن الفريق، والتواصل الجيد وامتلاك مهارات مكتسبة لحل المشاكل، والقدرة على التكيف مع المتغيرات.

ومن ثم، فإن التدريب الميداني لم يقر لكي يحتسب فقط ضمن ساعات الخطة الدراسية، وأن يكون مهمشاً من قبل بعض المؤسسات الأكاديمية والمهنية. والتهميش يأتي من اللامبالاة، كما هو جلي في عدم تهيئة الطالب في السنوات التي ينهيها قبل تأهله لمرحلة التدريب الميداني، والاصطدام بواقع يكاد يكون مجهولا رغم بساطته، ما أدى أيضا إلى عزوف بعض المؤسسات الجادة عن قبول الطلبة الراغبين في التدرب.

التدريب الميداني هو الفرصة الفريدة للطالب والمؤسسة لتقييم المهارات والمؤهلات المكتسبة من العملية التعليمية، وأهمها آلية إنتاج الفكرة وتطويرها وتنفيذها، والعمل ضمن الفريق، والعمل في بيئة مرتبطة بالزبون وضغط العمل، ومتطلبات مراحل ما بعد التصميم، والبلاغة اللفظية في التعبير عن فكرة العمل وفلسفته. وبالتالي إغناء ملف الطالب بأعمال إضافية غير المنفذة داخل المؤسسة الأكاديمية.

لا بد من تطوير آلية خاصة لمخاطبة المؤسسات والشركات داخل قطاع صناعة التصميم من قبل المؤسسات الأكاديمية التي تبعث بطلبتها إليها. وعلى الجانب الآخر، تعزيز الثقة ما بين القطاع الصناعي للتصميم وعدد من المؤسسات الأكاديمية، وتأكيد الشراكة الحقيقية، والتي تفرض ضرورة إعطاء الفرصة وخلق دور للكوادر المتميزة ضمن قطاع التصميم (فكرا وعملا وأداء)، من خلال النشاط المنهجي واللامنهجي. وهذا لن يتحقق إلا باليقين بأن نتائجه ستنعكس إيجابا على أداء أقطاب هذه الشراكة واقتصاد الوطن. فليس من المنطقي أن تبقى حالة الإقصاء قائمة بين الأقطاب في التعليم والتدريب والتي يدفع ضريبتها الطالب.

عدد المؤسسات الأكاديمية التي ترسل طلبتها للتدريب الميداني كبير جدا، وعدد الطلبة المتقدمين أكبر، وهذا يكون فجأة وقبل أسابيع من بداية المساق الخاص بالتدريب الميداني. والحقيقة أن عدد المؤسسات الجادة والراغبة في التدريب يكاد يكون محدودا (وهذه التي تعي دورها وأهميته في عملية التدريب الميداني).

وهذا التدفق الغزير للطلبة قد يربك المؤسسات. والجزء الأكبر من الطلبة يتوزع بين المؤسسات التي تلهث وراء تدريب "س" أو "ص" شكلا وجنسا، أو للقهوة والشاي وأعمال السكرتارية. وهناك من يقبض ثمن التقرير المقدم للمؤسسة الأكاديمية عن الطالب بتقدير ممتاز، دون دوام مثبت للطالب داخل المؤسسة، إضافة الى مجموعة أعمال من المؤسسة تضاف إلى ملف المتدرب على أنها انجازه. يضاف إلى ذلك مواجهة الطلبة بغياب المؤهلين لتقديم المعلومة في عملية التدريب، أو الفوقية في التعامل، خاصة ممن امتلكوا الخبرة العملية دون تعليم، وذلك لعدم الوعي بالفرق بين المصمم المتخرج من المؤسسة الأكاديمية والمصمم المنفذ.

إن التدقيق في أداء العملية التدريبية داخل القطاع الصناعي يحمل المسؤولية للمشرف الأكاديمي وعدم اكتراثه لمسار العملية التدريبية وحقيقتها وجديتها لتحقيق أهدافها وغاياتها، كما عدم وجود متابعة ومراقبة جادة. والطالب في غياب الجدية في الأداء والمراقبة يلهث وراء العلامة، والتي لا يعي حقيقتها إلا عند جلوسه في البيت عاطلا عن العمل.

وعدم وضوح الأهداف والغايات للعملية التدريبية، ومدى جدية المؤسسة في تحقيقها، تعطي مبررا لبعض المؤسسات في قطاع التصميم للاستهتار.

مثل هذا الوضع يتطلب تنسيقا رسميا لوضع قواعد شراكة أكاديمية مهنية، كما هي عليه في الدول المتقدمة، وعلى قاعدة رفع مستوى التعليم في وطننا الحبيب على أساس المشاركة الفاعلة لا الندية. فلا بد من إيجاد لغة مشتركة تدفع العملية التدريبية لأن تأخذ دورها المنوط بتحقيق أهدافها وغاياتها.

هناك بعض المؤسسات ( قليلة العدد) التي تسمح لنفسها باستغلال الطلبة المتميزين بالتحايل عليهم من خلال الاشتراط بتنفيذ بعض الأعمال على قاعدة قبولهم أو رفضهم للالتحاق بالتدريب. والبعض قد رفض الطلبة واستخدم أعمالهم، والبعض يلجأ إلى تسجيل أعمالهم كحق شخصي، والبعض نجح والبعض الآخر واجه عقبات لن أتطرق إلى تفاصيلها وذلك لكونها ثغرة ناتجة عن عدم تدريس مفهوم وضوابط وأشكال الملكية الفلكية، مع أنها إحدى أهم القضايا التي يتطلب من المصمم إدراكها ووعيها.

لا بد من عقد ورش عمل من قبل المؤسسات المختصة بالملكية الفكرية داخل المؤسسات الأكاديمية للفنون والتصميم خاصة، لتوعية الطلبة بالملكية الفكرية، والتنسيق فيما بينهما لسد الهوة والوصول إلى آلية تفاهم، أو من خلال طلب رسالة تغطية من المؤسسة الأكاديمية تفيد بأن هذا العمل هو من وحي إبداع الطالب وتم الإشراف عليه. مع ضرورة فهم الجهات المختصة لخصوصية الفن والتصميم ودور المصمم ووظيفة العمل المراد تسجيله وغاياته. وبهذا نضع حداً للتلاعب ونحمي الطالب المبدع. لأن إدراك الطلبة لحقيقة الملكية الفكرية يعزز مبدأ الرقي في الإبداع على المستوى الأكاديمي والمهني



Saturday 4 February 2012

حـلــم طـالـب تـصـمـيـم جـرافـيـك!

حلمه هو مجموعة احلام في حلم يبدأ منذ الايام الاولى من السنة الاولى.... هو يدرس الآن تخصصاً  يحسده البعض عليه... مع انه لا يعرف عنه الكثير... ففي المدرسة كانت حصة الفن تذهب لمعلم الرياضيات او العلوم او أي معلم لديه عجز. وما درسه في الفنون هو لملمات من تجارب لم تترك أي اثر.
المهم لديه انه بعد تخرجه  من الجامعة او الكلية سيصبح مصمم جرافيك.... وسيكون راتبه ممتاز وسينعم بالحياة التي يعيشها مصممو الجرافيك، او يفتعلها بعض مصممو الجرافيك. ..  والكثير من المميزات التي ان ذكرناها نتوه في الحديث عنها لذلك سنتركها.
في الكلية من الطبيعي انه سيكره مواد العملي التي تتطلب استخدام مهارة اليد وسيكره المواد النظري... وهو سيكتفي بقراءة خلاصة  ملخص المادة التي يتركها المدرسون في اكشاك الجامعة، عفوا ما تسمى محلات بيع الكتب واللوازم الاخرى للطالب الجامعي. لا بحث ولا قراءة في مكتبة الجامعة ولا خارجها وبهذا يضمن النجاح في الامتحان الاول والثاني والنهائي على مدار الاربع سنوات.
سيشتري لاب توب لان مصمم الجرافيك لا يستطيع الاستمرار والتطور بدون هذا الجهاز حيث اصبح الان لا مكان لدفتر الرسم  وقلم الرصاص اللذان كانا وما يزالان يلازمان طلبة الفن والتصميم الا عندنا ... فهذه اصبحت في عداد الماضي.

سيهتم الطلبة والطالبات في مظهرهم الخارجي باختيار احد المذهبين اما اللبس الكلاسيكي او اللبس الخنفشاري، واختيار احد هذين المذهبين يعتمد على البيئة التي نشأوا  فيها وطريقة فهمهم لشخصيتهم ولما ستكون عليه.  الموبايل وعلبة السجائر  والنظارات وكاسة القهوة ضرورات يومية للعب الدور.

في السنة الاولى ، حالة ترقب وفترة تعلم ادوات المضي بنجاح في الكلية...معرفة المدرسين والاسلوب المناسب لكل مدرس، مع من سيسجل المادة، من يجهد الطلاب ومن لا يجهد الطلاب. من يعطي معلومة جديدة ومن لا يعطي. من يتعايش مع تطور التخصص ومن لا يتعايش. من يربط التعليم بمتطلبات السوق ومن لا. والبركة في المرجعيات القديمة "الطلبة القدامى" . الجلوس على الادراج  وفي الممرات وبعض الايدي لا تعمل!؟
 وتمر السنوات ويبقى مرتبطا بحلم العمل...
... بعض الطلبة يركزون على مهاراتهم اليدوية ويهملون برامج التصميم. البعض الاخر يركز على مهارات برامج التصميم ويهمل المهارات اليدوية... البعض لا هذا ولا ذاك والبعض من هذا وهذاك و يهمل تماما المهارات الفكرية والفلسفية التي تختص في التصميم والتسويق والابداع وغيره.
البعض يبحث عن الطريق السهل لبلوغ الشهادة... والبعض يتعب ولكن لخلل ما في تطبيق الخطة الدراسية هنا وهناك يعاني ويكاد يتوه اذا التقى بمدرس لا يرى في الخطة الا ما يراه في قدراته.
ويبقى حلم العمل يراوده!
العمل في شركة كبيرة في الاردن او الذهاب الى الخليج.  المهم الحصول على الشهادة وعند دخول معترك الحياة العملية لكل حادث حديث، ولنحصر الحلم بهؤلاء الطلبة الجديون في التعلم وتطوير المهارات والقدرات، مصممو الجرافيك.
حلم مصمم الجرافيك هو خلق تصاميم ذات مغزى وقادرة على التواصل على المستوى البصري والفكري والعاطفي. هو حلم فرح لكونه مبدع  ولوجود شخص سيدفع له مقابل  القيام بصنع هذا الابداع. لكن من واقع هذا الحلم هو أنه غالبا ما يأتي معه ثمنا باهظا يؤثر سلبا على الروح الإبداعية. يذهب الى حقل العمل  فيجد هناك اجتماعات لا نهاية لها ، التنقيحات من  العميل  لا تعد ولا تحصى ويصبح العميل هو المصمم وزوجته مصمم وسكرتيرته مصممة، ومسؤول العلاقات العامة او التسويق مصمم ايضا والمدير الفني محبط، ومديرانتاج انفه في السماء،  وصاحب مؤسسة بينه وبين التصميم علاقة راس المال بالنشاط التجاري، لا يريد اضاعة وقت  وافكار خلاقة بل نقل من الكتب والانترنت.. والاعتراف بجهد المصمم في كثير من الأحيان قليلا مقابل هذه النضالات اليومية والشاملة للمصمم المبدع ان عمل في شركة لا تعرف اهمية ومهمة المصمم، و مفهوم الإبداع.
فينتهي الحلم... ويندثر ويتمنى لو لم يولد لكي يكون مصمم.

فقد قابل زميل له في العمل لم يدرس في الجامعة يتقن برامج التصميم ومراحل ما قبل الطباعة وما ان تعرفا  حتى قال له " مش عارف شو بتساووا بالجامعة اربع سنين"  " لا تآخذني اللي تعلمته في الدورة والسوق بغنيني عن شهادتك"  "العينات منكم كثيرة  الا القليل"  والمصمم يعتذر له قائلاً دخلت  الجامعة لكي اكون صاحب فكرة ادعمها بالتقنية التي تجيدها انت وساجيدها اكثر مع الوقت"
ومدير فني يقول للمصمم " سيبني حبيبي من النظريات انت في السوق هلقيت" " اتفرج في الكتاب وشوف شو بتقدر تعمل" " انا السوق اللي خلاني مديرك مش شهادتك"

الطالب يقول:  أفضل شيء العمل في قطاع التسويق،  ساعات دوام اقل والايراد اكبر... لا أحسن شي احصل على شهادة ماجستير كلها سنة وأعود بشهادة ماجستير...  اصبح مدرساً في الجامعة او ان عدت الى سوق العمل سيكون وضعي أفضل.
الطالب: لا ساعمل في المجال الحر وامارس التصميم من بيتي، لا مدير ولا ساعات دوام والسيارة موحودة.

الشمس أشرقت وبدأ يوم جديد وانتهى الحلم ....

لا بد لي كطالب ان اتعلم الكثير من مهارات الحوار والاتصال  لكي استطيع ان اتعامل مع مديري وزبوني وزميلي الى جانب ما اتعلمه من ادوات التفكير واسس التصميم والعمل ضمن الفريق واساليب عرض العمل . انا مصمم اذاً انا شامل في النظرية والتطبيق.
حتى تتطور مهاراتي وأصبح مدير فني علي الالمام بادارة التصميم والانتاج  والتسويق وان أكون ملما بكل ما سيقوم به كادري من الالف الى الياء حتى اكون على كفاءة في قيادتهم.

الحلم ... سيكون كارثة عند النزول للسوق لو لم نحسبها صح... جزء على المؤسسة التعليمية والباقي عليك. 


تم نشر المقالة في جريدة الغد
http://alghad.newspaperdirect.com/epaper/viewer.aspx




Wednesday 18 January 2012

أنت أكثر من مصمم....!

أنت مصمم جرافيك!  
من المهم جداً لن تتعلم كيفية الجمع بين ابداعك وقدراتك الفنية  لكي  تستطيع ان تحتل موقعا متقدما في سوق صناعة التصميم. 

أنت مصمم جرافيك !
اذاً انت تلعب دورا مهما وكبيراً في مجال التسويق... وضمن دائرة عملك ستتعامل مع من يتكلمون لغة التسويق. لذلك عليك ان تتعلم مفاهيم ومفردات التسويق لكي تكون قادراً على توظيف مهاراتك الفنية  والابداعية  في ميدان العمل ولكي تستطيع ان تتقدم  وان تحتل مواقع متقدمة.

تأكد ان مصمموا الجرافيك المحترفون يملكون القدرة على توظيف مهارات وسائل الاتصال البصري  وما تحمله رسالتها   من قوة   لتترك اثرها  على الشعور الادراكي والارادي لدى المستقبل.
 هذا بالضبط ما يريده زبونك الذي يأتيك برسالة يود توجهيها الى جمهور محدد لمنتج او خدمة معينة. وهو يعتبر تصميمك الاداة الفاعلة  والمحرك الرئيس لتأكيد عملية التأثير والاقناع.

أنت مصمم جرافيك!
  عليك دائما  ان تتعلم وان تطور قدراتك ومهاراتك وان لا تقف ابدا عند حدود ما تعلمته.
دائما اطمح لعلم اكبر.

Sunday 15 January 2012

أهمية الملف الذي يحتوي أعمال الطالب في مجال التصميم!


كنت قد دخلت الى احدى المحاضرات المتقدمة في مجال تصميم الجرافيك، وكان لقائي هذا هو الاول بالطلبة. لم يسبق لي ان علمتهم من قبل. هم لا يعرفونني ولربما سمعوا بي فقط.

كالعادة.... السؤال كان من الطلبة ان اعرف بنفسي؟ و دائما اجابتي تكون (هناك وقت طويل للتعارف بيننا).... ستعرفونني من خلال محاضراتي وانا ساعرفكم من خلال تفاعلكم وابداعكم.

بما اننا في كلية الفنون والتصميم فهذا يعني ان التعامل مع الطلبة لن يكون كل الوقت جماعيا، كما هو الحال عليه في التخصصات الانسانية الاخرى التي تكون اغلب موادها نظري. في مجال التصميم من الصعب التفاعل مع الطلبة بكافة مستوياتهم دون قرائتهم كل على حده. فلكل طالب مستوى وحالة خاصة، وعلى المدرس ادراكها. مثل هذا الاداء يتطلب نوعا من التعامل الانساني ( مدرس /طالب) لكي يتم من خلاله تبادل الادوار وتقمص شخصية الطالب بمستواه الابداعي والفكري والتي تشكل قاعدة اساسية لقراءة نقاط القوة والضعف لدية والعمل على تطوير نقاط القوة وتنمية قدراته لازالة نقاط الضعف.

من اجل هذا الهدف نجد ان ملف حفظ اعمال الطالب مهم جدا لقراءة مستواه ومراحل تطوره واسلوبه وطريقة تفكيره وحدود ابداعة وطريقة وضعه للحلول البصرية التي تطلبها المشاريع الموكلة اليه. لذلك طلبت من الجميع في الشعبة ان يسلم لي ملف الاعمال. سواء كان الملف منفذ يدويا او الكترونيا، الشكل النهائي ليس مهما لي في هذا الوقت. ومع أهمية هذا الملف للطالب بالطبع ليس فقط في داخل الكلية ولكن ايضا بعد تخرجه الى سوق العمل.

لم يأتيني الا القليل!

للأسف البعض من مؤساتنا الاكاديمية لا تعير هذا الجانب اهتماما جدي ولا تراقبه ولا تخضعه للتقويم الا ما ندر، عدم الاهتمام الجدي يجعل الطالب غير مكترث ولا يأبه لمجرد التفكير بملف الاعمال على انه هوية شخصية له او جواز سفر للمرور من مستوى ابداعي معين الى آخر وهو مدرك لنقاط ضعفه ونقاط تميزه. والبعض ممن اعتمدوا خلال دراستهم على جهد غيرهم ولغياب التقييم الحقيقي من المؤسسة الاكاديمية يأتون باعمال زملاء لهم "اما برضاهم او سرقة" يتبنون اعمال غيرهم. غير مدركين ان الميدان يا حميدان هو الحكم. وينكشف المخفي ويتراجع بخفي حنين.

الكثير من الاكاديميات التي تحترم نفسها وتصر على جودة وتميز اعمال طلابها تخضع هذا الملف للتقويم في كل سنة وله علامة خاصة، فوجوده يمكن المدرس من معرفة مستوى الطالب وقدراته ومهاراته المكتسبة. وان وجوده يحول دون حدوث المعجزات لدى بعض الطلبة الذين فجأة تتطور اعمالهم مع ان مراحل تطورهم لا تشير الى ذلك.

ولأن هذا الملف هو الجسر الواصل الى التدريب الميداني وجودته تسهل عملية القبول ودخول المؤسسات التي تحترم مجالها وتعي اهمية التدريب الميداني للطالب.

وأهميته انه يهيء الطالب لسوق العمل، فيعرف بالضبط كيف يعد ملفه لابراز اعماله وما هو المهم ان يعرضه لكي يجذب الطرف الاخر، ويعرفه بقدراته ومهاراته وابداعه. ولذلك لا بد له من ان يدرك اهمية كل عمل تم تنفيذه ايام الدراسة وكيفية عرضه . فالملف سيحتوي على المميز من الاعمال التي تساعد الطالب على اصطياد الفرصة. ليس ضروريا ان يحتوي كل الاعمال. بل الاعمال التي تضاعف فرص الاختيار وتؤكد على ان الطالب سيضيف شيئا عند انتمائه لتلك المؤسسة او ذاك.


Friday 6 January 2012

مصممون لا يقرأون وان قرأوا ينسون!

المصممون ايضا يعانون من عقدة القراءة، هناك عداوة بينهم وبين القراءة، لذلك نجد لغة التواصل عند اكثرهم ضعيفة، وقدرتهم في التعبير عن تصاميمهم فلسفة ومنهجاً اضعف. وان كنا نرى قرائتهم في حيز ضيق مرتبطة في التخصص. او في حيز الفلسفة او ادارة الذات او مواضيع اخرى وحده الله العالم بها.

عند كتابتهم للسيرة الذاتية تجد القراءة عندهم هواية، والسؤال متى كانت القراءة هواية الا عند هؤلاء الذين لا يقرأون الا لكي يرددون ما يقرأون كالببغاءات امام اناس ينبهرون بهم عند سماع ما يتررد على اذانهم، يقرأون لكي يلحقوا بالموضة التي تجعل من حامل الكتاب رجل عصري ومثقف. ويقرأون لكي يغطو نواقص تكاد تظهر في شخصيتهم. يقرأون فقط لكي يكونو رقم واحد في جلسة تقاد من قاريء كتاب ويريد ان يشير الى من حوله بالجهل بما يردده. فيقنع الضعفاء انه مفكر وفيلسوف ومثقف وفي واقع الامر هو كالمسجل يردد ما تم تسجيله ويجهل تطبيقه. ان وقع المصطلحات والتعابير اللفظية المعقدة التي يستخدمها القاريء المنفصم تفرض على المستمع عدم السؤال حتى لا يتهم بالجهل وعدم الفهم. ويقر على ان ما سمعه صحيح. فالقاريء تحدث في شيء هو على علم ان الذي امامه هو لا علم له بما يقوله. الانتهازية في استخدام التنظير من خلال استخدام الكلمات والمصلحات الفضفاضة.

أن بعض المصممين لم يتعودوا منذ كانو في المدرسة وحتى انهوا الجامعة على القراءة، وان ذهبوا الى المكتبة يملّون سريعا، وكلما علت همتهم وبدأوا في القراءة عادوا من جديد إلى الكسل والخمول. الآخرون يقرأون فعلا، ويقضون أوقاتا طويلة في القراءة، ولكنهم لا يقرأون لهدف معين، ولا يعرفون ماذا يقرأون لتصبح قراءتهم نافعة ومفيدة.

القراءة يجب ان تكون منهج حياة،لكي تصبح زاد معرفي وثقافة مكتسبة وممارسة عملية تحقق مبدأ ربط النظرية بالتطبيق. القراءة يجب ان تكون جزء من الفكر الذي يدل على الشخص عملياً. لتصبح القراءة سلوكاً عملياً يعكس حقيقة الشخص بقدر ما تعكس قراءته نوعية هذا السلوك ونضوجه فلا يصبحان القراءة والقاريء غرباء، انفصام بين محتوى النظرية والتطبيق. ان نقرأ لنعكس ما نقرأه على روتين حياتنا اليومي في البيت ومكان العمل وفي الدوائر الحكومية وفي السيارة واي مكان لنكون صورة مشرقة تمثل ثقافتنا الناتجة عن قراءتنا والتي تعزز تعليمنا.

المثقف الواعي هو القاريء الباحث المحلل والجامع لكافة العلوم ضمن التخصص وخارجه وهو القادر على عكس وممارسة ما يقرأه على ارض الواقع للربط بين النظرية والتطبيق، قراءة الرأي والرأي الآخر. ليتمكن من نقل المعرفة للآخرين.

ان لا تهضم القراءة جيداً ستبقى غير ناضجة ومجرد كلمات تسجل في الدماغ لتردد عند الحاجة. او تكتب على صفحات المواقع الاجتماعية للفت الانتباه وايهام الناس بانني مختلف، واعي، ومثقف. وبين ما يقال وبين ما تختزنه الشخصية فكرا وسلوكاً واداء يعلم به الله. فتبقى القراءة كحامل التفاحة وهي في يده، متغنيا بها دون اكلها. ستبقى تفاحة الا ان اكلت فستصبح الكثير بدخولها الجسم.

لا تقرأ لمجرد الظهور وخداع الاخرين بل اجعل من القراءة وجهك الحقيقي وغذاء روحك وعقلك وليس قناعا جمالياً تختفي تحته الامية. تأكد ان لا تُخرجك القراءة ولا الثقافة ولا العلم عن تواضعك. فلا تتكبر بالعلم الذي علمت. فهذا العلم من عند الله.