Thursday 20 May 2010

المصمم دراسة وموهبة أم ماذا؟

المتابع لنتاج الجامعات والكليات التي تنتج طلبة في مجال التصميم، يلاحِظ حجم الهوة الواقعة بين العدد الهائل من الخريجين ونوعية اعمالهم في السنة الأخيرة..
لماذا نجد ان جميع الطلبة من نفس الكلية او الجامعة ، لنقل تحديدا نفس الدفعة والذين حصلوا على نفس القسط من التعليم لم يستطيعوا انتاج اعمالهم في نفس المستوى التقني والابداعي اوبمستوى متميز..

ما السبب وراء هذا الاختلاف؟

كيف لنا ان نرى الطلبة الذين مروا بنفس القناة التعلمية قد تفاوتوا بشكل غير طبيعي في الانتاج، وان العدد القليل جداً قد تميزت اعمالهم بالفكرة والاداء.
انا ما زلت ارى ان هناك مجموعة من العوامل التي تترك اثرا على مفرزات العملية التدريسية واولها الموهبة لدى هذا الطالب المقبل على دراسة التصميم. هي العامل الاهم الى جانب معرفته وعلمه بنوع التخصص ومتطلباته. نعم، انا لا انكر ان التصميم يمكن ان يكتسب بالتعليم في ظل غياب الموهبة ولكن هؤلاء من يمتلكون الموهبة سيكونون الاكثر تميزا وسرعة في تطوير الاداء وتنويعه.

من العوامل الاخرى نظام القبول في هذه التخصصات واستراتيجية تدريس التصميم وآلياته ونوعية القائمين عليه وهنا لا اقول التخصصية، أي تخصصية المدرس في الحقل نفسه ولكن قدرته على معرفة الدور المنوط به لتدريس هذه المادة او غيرها، واسلوبه في التدريس والتقييم. اسلوبه في البحث والتحليل و قدرته على التحفيز من خلال التركيز على القدرات الفكرية والعملية.
من خلال معرفته بما هو مطلوب منه في مراحل عمليات الانتاج ولماذا. أي نهايات العملية وشكل المنتج.

نعود للطالب ونقر له بان حجم المعلومات الموجودة على شبكة الانترنت والمتخصصة في مجال الفن والتصميم هائلة جدا، وامكانية الوصول اليها سهلة ، وسهولة استخدام البرامج قد تجعل الكثيرين يعتقدون بانهم قد اصبحوا مصممين. فقد تعلموا الكثير . هذا ممكن ولكن للآن القليلون يعرفون الفرق بين التصميم الجيد والتصميم المتميز. نرى عدد لا بأس به من اعمال الطلبة جيدة ولكنها ليست متميزة. وهذا ليس ذنب الطالب وحده بل ايضا مسؤولية مدرسي التصميم والمنهاج نفسه، فهو احد اركان الاحتراف للمهارات المطلوبة لا اعني فقط برامج التصميم. بل العملية التصميمية التي ترتكز الى البحث والتحليل والعرض والتنفيذ. هذه لن تكتمل ان كان أحد اركان العملية التعليمية وهو الطالب (او المدرس) يفتقر الى موهبة الخيال التي ترتكز ايضا الى ثقافة ذاتية شاملة.

النتيجة لهذه الحالة نجدها في عدد الذين حصلوا على الشهادة الاولى في التصميم من احسن الجامعات والمعاهد او الكليات ولكنهم للاسف لم يستطيعوا الارتقاء بمستواهم لكي يكونوا في المواقع المتقدمة الا القليل اليسير، لغياب الموهبة في الدرجة الاولى والثقافة الدائمة والشاملة. الممارسة وحدها لا تكفي ان لم تصقل بالطموح لتحقيق الارتقاء
بالرغبة والتذوق.
هذا مطلوب في ظل وجود عدد هائل من الخريجين مع وجود متطلبات لسياسة العرض والطلب.