Wednesday 2 September 2009

إدراك أهمية التصميم/ الية التصميم

آلية التصميم ( العملية التصميمية)

عجباً! عندما نذهب للطبيب نشكو حالتنا، يستمع الينا، نتلوا عليه وصفاً لحالتنا وأعراضها، يقوم هو بعد ذلك بتحليل ما يسمعه ويبدأ بالفحص الاولي وبعد ذلك، إما ان يصف العلاج او يطلب فحوصات مخبرية اخرى تساعده على تحديد الحالة والعلاج المناسب.
المحامي يستمع الى شرحٍ مفصل لحالتك، حيث تعرض عليه قضيتك وحيثياتها ومن ثم يقوم هو بدوره بتحليل ما سمعه منك ويربطها بالحل المناسب بناء على متطلبات قانونية.
كلاهما اعتمدا على دراستهما السابقة الاكاديمية وخبرتهما المكتسبة من تجربتهما او تجربة من حولهم او بعيدا عنهم، وقدرتهما على التحليل من خلال استيعابهما وادراكهما لمجموع الظروف والعوامل المرتبطة بالقضية او الحالة.
انت كمصمم ليس ببعيد عن هذا الدور...ولكن للأسف هذا الدور ليس ممنوحا منحا مطلقا للمصمم لكي يلعب هذا الدور، يعود هذا الى عامل غياب ثقافة العامة بأهمية دور المصمم وماهيته. عند الذهاب للدكتوراو المحامي نجد الولاء والسمع والطاعة. عند المصمم الجميع يفهم في التصميم. وعلى الطرف الآخر نجد ان ضعف المصمم نفسه قد دعى الى هذا الاستهتار.
ان المشاكل التي يتعامل معها المصمم ، اعني المشاكل التي تتطلب حلاً بصرياً وهي كثيرةُ جداً وتكاد تكون غير محددة وليس لها حل واحد. وهذا بسبب تعدد انواع الوسائط المستخدمة في حلول الاتصال البصري.
لنعد الآن الى آلية التصميم الكفيلة باتساع افق المصمم الفكري وطريقة اداء، وتحفيزه على وضع الحل المناسب للمشكلة البصرية المناسبة.
الآلية تندرج ضمن ثلاث مراحل وهي:

- جمع المعلومات واستيعابها وتنظيمها

وهنا يقوم المصمم ببناء هرم المعلومات باسلوب منهجي ومنطقي ومنظم، للسيطرة عليها وتوظيفها خلال عملية التصميم حتى تلج الى نهاياتها. هنا يستلم المصمم المعلومات الاولية من الزبون وتعرف باسم Design Brief والتي تتضمن معلومات حول الوسيط المطلوب، شكله وحجمه، لمن موجه ، الصور او الر سومات التي ستسخدم ومادة النص وغيره من معلومات.
هذه المعلومات يزود بها المصمم من الزبون مكتوبة، من الممكن ان تكون ناقصة ويتطلب مراجعة الزبون للاجابة على استفسارات المصمم التي تعتبر جوهرية اكثرها يمكن ان يكون مرتبط بامور فنية او تقنية، يعتمد هذا على فهم المصمم للاسباب الفنية والشكلية والمادية للتصميم. منها ما هو مرتبط بالهوية التجارية للمؤسسة او المنتج او الخدمة.
العامل الزمني للوسيط ( العمر المفترض)، المنافسون وطرق ترويج وعرض مؤسستهم او منتجهم واللغة المستخدمة والاسلوب. الجمهور المستهدف وثقافته ومؤثراته.

- تحليل المعلومات وترجمتها للغة بصرية
في هذه المرحلة ينتهج المصمم استخدام قنوات متعددة للحلول البصرية لاعداد مقترح التصميم Design Proposal للولوج الى الحل المناسب، فلا يوجد قوالب جاهزة لاعتمادها، وهنا يشكل المصمم بادائه قاعدة بيانات انسانية لاساليب بصرية متنوعة تتضمنها تقنيات واساليب متعددة لوسيط يقرأ او يشاهد.
في هذه المرحلة يتطلب من المصمم اليقظة، المعرفة التامة بوظيفة كل وسيط والغاية منه والفرق بينهما ليكون على دراية في اختيار الوسيط المناسب، مثلا الفرق بين البوستر والفلاير، الفلاير والبروشور، البروشور والكتالوج وغيره.
التعامل مع عناصر تصميم الوسيط ككل كوحدة واحدة واهمية كل عنصر كل في موقعه، حيث يكون التكوين محكم الايقاع بعيدأ عن الصراع خدمةً لغايات التصميم النهائية ومحتواه ومضمونه وهذا يتأتى كنتيجة لتحليل سليم وتنظيم شامل للمعلومات الواردة والرسالة الموجهة.
المصمم الجيد هو المصمم المنظم الذي يمتلك اجندة وقائمة لمراحل العمل وعناصره، يدققها بشكل دائم ويستند اليها في اداءه. تتضمن معلومات نهائية عن النص المكتوب وتوافقه مع الرسالة وعناصر التكوين، نوع الحرف النستخدم للنص وارتباطه بالموضوع، نوع الرسومات المطلوبة ونوع الصور التي تتناسب مع الفكرة والرسالة والمحتوى والنظام اللوني. أخيرا هيئة الوسيط المراد استنادا الى السببين الشكلي والمادي وهذا يتحدد بطبيعة محتوى الوسيط وغاياته واستخداماته.

- تحديد الهيئة النهائية للوسيط وادراكها
المصمم يلعب دور الاستشاري والمشرف ولهذا ابداعه يعتمد على مدى قدرته في فهم السبب الشكلي والفني والمادي للتصميم ، طرق واساليب تنفيذ الهيئة النهائية للوسيط. الجانب التقني مهم وخاصة المراحل التي يمر بها الوسيط بعد التصميم .
هذه الخبرة والمعرفة تمكن المصمم من ادراك نموذج تصميمه مسبقا وتقييمه مما يمكنه اكتساب القدرة على نقل الفكرة من الخيال وتجسيدها في الواقع دون اشكاليات، لمعرفته مسبقا بطريقة او اسلوب التنفيذ واليته ونوع التصميم المناسب لذلك.