Friday, 1 October 2010

هوية المصمم الثقافية

إجابة على سؤال لاحدى الزميلات " هل تعتقد ان قراءة المراجع الأجنبية في مجال التصميم بطريقة ما لاكتساب المهارة و تحسين الاداء، ستؤثر على ثقافتي المحلية ونوعية عملي؟ علما بانه يصعب تطبيقها او حتى ترجمتها"


التصميم لغة عالمية قد تتعدى معناها. فهو يتجاوز كل الحدود الثقافية والوطنية. وذلك لما يحمله من معاني ووظائف متنوعة ومتغيرة باستمرار، والمصممون من وراءه يشكلون حالة فريدة من الابداع والموهبة ارتكازا الى ثقافتهم ومهارتهم حيث تحصد تقدير العالم. وهنا علينا تذكر الحقيقة إن تصميم الجرافيك هو في الأصل أوروبي المنشأ والقواعد والتصميم كاسم وظاهرة هو تعبير جديد جدا لا يتعدى مائة وخمسون عام. اما الجذور العربية لتصميم الجرافيك تكمن في حفر الاحرف مع بدايات الطباعة وخاصة طباعة الكتب . وقد تم استيراد هذه المهنة في وقت مبكر إلى العالم كجزء من الإرث الثقافي الأوروبي. لنقل في الاردن بدأ عام 1925 مع اول ماكينة طباعة اهديت الى حكومة شرق الاردن والتي كانت نواة تطور صناعة الطباعة في اوائل الاربعين وحتى يومنا هذا.

تصميم الجرافيك هو مثل جميع تخصصات التصميم الأخرى في اساليب الفكر المفاهيمي والعملي. ليس هناك تصميم من دون انضباط. ولا يوجد انضباط دون ذكاء، (هذه مقولة ماسيمو فانجيلي). في عالمنا العربي، هذا التخصص لم يناقش ، ولهذا أننا لا نجد أي منشورات حول التصميم قد كتبت باللغة العربية وإذا وجدنا فأنه ، بالتأكيد، تكون مترجمة. ترجمة غير متعمقة و تخلق حالة من الارتباك وعدم الوضوح ولا تدعم القضايا التي ترتبط بثقافتنا المحلية.
عندما نقرأ المراجع الأجنبية، نحن نتعلم المزيد من علوم التصميم، تاريخه وعمليته و تقنياته ومبادئه والإبداع وطرق توليد الأفكار وروابط التصميم بعلم النفس والاجتماع والتسويق. هذه هي المسائل المشتركة التي يحتاجها كل مصمم بغض النظر عمن هو؟.

عندما يبدأ المصممون تقاسم الطرق الشائعة في التفكير والشعور والعيش حينها تطهر
الثقافة واثرها. مثل هذه الثقافة يمكن أن تنشأ في أي بقعة سكانية. لا تقتصر على منطقة جغرافية أو خلفية محددة. ويمكن التمييز بين ثقافات مختلفة باختلاف خصائصها ، مثل الأنماط السلوكية ، والاستجابات العاطفية والجمالية والقواعد والقيم التي يتقاسمها المصممون ويتشاركون بها.

اختلاف الثقافات بالتالي يؤدي الى إنتاج تصاميم وبيئات مختلفة ذات خصائص ثقافية مختلفة. من ناحية أخرى ، و من خلال التفاعل ما بين التصاميم و الناس قد تنشأ ثقافات جديدة ذات نفوذ. لذلك تعاليم التصميم بمنهجياته ونطرياته لا تتدخل في الثقافة المحلية للمصمم المسلح بالوعي والنضوج، إن كانت جذور هويته الوطنية راسخة وثابتة. حينها سيوظف ولا يقلد، سيبدع وإبداعه سيكون ناتج عن عملية طويلة من البحث والتحليل والتوظيف. المصمم يعتمد على ثقافته ومخزون تعليمه وهما الرافد الحقيقي لتوظيف أدواته بشكل صحيح وتجعله قائدا محاورا ومقنعا. سؤالي هو:
أي نوع من المصممين أنت؟ ما هي فلسفتك؟ كيف يمكنك أن تساهم ايجابيا في قطاع التصميم؟

قد نجد اجوبة هذه الاسئلة متشابهة رغم اختلاف الهوية لكل مصمم!

No comments: