منذ ان بدأ تعليم الفن والتصميم في الأردن ومع نشأة كلية الفنون في جامعة اليرموك وإنتشاره الواسع حتى غدا تخصصا في اغلب كليات وأقسام الفنون في الجامعات والكليات الاردنية. ومع ذلك لم نلحظ اية دراسة جدية تتناول هذه القضية تقييما وتحقيقا عبر قنوات المراقبة والتحليل.
ما زلت اذكر بعض الاوراق التي قدمت في ورشة عمل ادارتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قبل سنوات في خطوة منها لتحديد معايير اعتماد تصميم الجرافيك والتصميم الداخلي، ولا ادري ان تم توثيق هذه الاوراق ام لا. غياب هذا البحث يعد احد عوامل الضعف في تحديد مسارات تطور وتراجع مستوى التعلم والتعليم لتخصص تصميم الجرافيك. ولمعرفة من هو المؤهل لتدريس الفن والتصميم وان كان هناك ضرورة لوجود هيئة متخصصة لمراقبة ألية تعليم الفن والتصميم و ما اذا كان القائمون على تعليمه مؤهلين للعب مثل هذا الدور ام لا.
لقد كان متوقعا ان يكون للجامعات الريادية في تدريس الفن والتصميم دور مهم لتطوير نظام يحدد المؤهلات المطلوبة للمدرس القادر على تدريس الفنون والتصميم من خلال مبادرتها في الابتعاث المبكر للكوادر وعقد ورشات عمل وندوات متخصصة لرفع كفاءة وقدرات مدرس الفن والتصميم. وجعل هذه الكوادر مالكة للمؤهل والكفاءة ذات لغة قادرة على مخاطبة كل ما هو جديد والذي بدوره سيصب في تطوير أساليب ومضمون تدريس الفن والتصميم في الجامعات والكليات.
الآن و لعلمي ان بعض المدرسين يدرسون بعض المواد بما يتوافق مع قدراتهم بعيدا عن مضمون محتوى المادة واهدافها وغاياتها. حتى ان بلغ الامر ان تكون هذه المواد مكررة لنفسها عند الكثير من المدرسين. فالطالب لا يتعامل مثلا الا مع تصميم غلاف كتاب او بوستر في اكثر من مادة مع ان بعضها لا يتطلب ذلك. او خلط في تدريس المواد النظري دون عكس محتواها على ما يحتاجة الطالب في المستقبل او ربطها بواقع عملي . كيف لنا التأكد من هكذا حالة في غياب المتابعة المرتكزة الى نظام مؤسسي يعتمد على التقييم من خلال ادوات البحث والتحليل واقتراح الحلول التي تكفل التطوير.
لا يوجد ادلة او ثوابت على ان تدريس الفنون في الجامعات والكليات الاردنية قد تميز عن باقي المواضيع الاخرى ولا يوجد قراءات موثقة من قبل التعليم العالي حول تطور هذا المجال التعليمي او تسليط الضوء على الاصلاحات والتغييرات الهيكلية في هذا الاطار ومدى حصوله على مصداقية اكاديمية وبشكل حاسم ارتباطه بتدريس المهارة التي ترتكز الى الابداع والتقنية والمفاهيم الفكرية التحليلية والبحثية دون احداث فجوة بين مفهوم النظرية والتطبيق.
ان د راسة واقع تعليم وتعلم الفن والتصميم سينتج عنه اكتشاف أهمية سنة التحضير في الفن والتصميم قبل التعليم العالي. حيث سيكون الطلبة في المدارس مؤهلين من خلال جرعات محددة تعرفهم على مختلف تخصصات الفن والتصميم لجعلهم قادرين على الاختيار لدراستهم الجامعية او في الكلية. هذا الاعداد يعتبر جسرا اساسيا ين المدرسة والتعليم العالي، تصل المدرسة بالجامعة. علينا ان نقر على ان هناك هوة بين ما يدرس في المدارس وما يدرس في الجامعات والكليات. نجد اختلافاً واضحا في ثقافة المدرسة والجامعة او بين دور ما هو غير مهني للفن . فبدل ان تقوم المدارس بتدريس الطلاب مايمنحهم الخيار بين ان يتذوقوا الفن وان يصبحوا فنانين عند التفكير بالتقدم للدراسة الجامعية او في الكلية. فلا نجد واقعا لدرس الفنون في المدارس مما عززوساعد على هدم الجسر المراد بناؤه بين المدرسة والجامعة او الكلية. مع ان اغلب مدرسي الفنون في المدارس هم خريجو جامعات والمنطق انهم قد صقلوا لنقل تجربتهم وما فادهم مما درسوه، ومن جهة اخرى نتعاطف معهم لعدم سماح منهاج الفنون في المدارس بمنح المدرسين مساحة تمكنهم من تدريس الفن كما يراد له ان يكون بسبب هذه القيود. لا يمكننا القول ان مدرسي الفن في المدارس قد فشلوا في تعلم ما تعلموا في الجامعات. على قاعدة ان تأثير تعليم الفن والتصميم في الجامعات يعكس بنفسه على الخريجين سواء كانو ممارسين لمهنة التدريس او ممارسين للمهنة في السوق.
هذا ما يعزز القناعة بضرورة تغيير المنهاج في المدارس وفي الجامعات وان تم ذلك لا بد من الاخذ بعين الاعتبار خلفيات الطلبة التعليمية ومصادر معلومات الموجهة لهم الخاصة في الفن والتصميم وتعدد ثقافاتها والمتداخلة في التعليم. لا بد من اعادة تجديد او ابتكار وتدوير للعجلة بدءا من المدارس ومن ثم الجامعات والكليات، مرتكزة الى فهم واعي للفرق بين القن والتصميم من جهة ومواضيع اخرى. وهذا يعكس بنفسه على طبيعة قاعات التدريس وهذه بارزة تماما بحيث ان هذه الحقيقة تتعدى حقيقة تدريس الفن العملية. المساحات ليست بالضرورة هي العامل ولكن اختلافهم في نفس الموقع الواحد هو القضية . وهي تعد احد الاساسيات التي تساعد على فهم العوامل الاخري,
ما هو تعليم الفن والتصميم؟
ليس هناك رؤية محددة للاجابة على هذا السؤال، البعض منا قد يقول هو مجموعة من المعارف والمفاهيم التي تقدم الى الطالب. آخرين قد يرونه فرصة للتعبير عن شيء فريد وهناك من يتخذ موقفا بين هذين التناقضين، هو تعلم لانتاج الفن ومعرفته وفهمه وهذا يشمل الممارسة المهنية والمعرفة اللازمة لكي يصبح مصمما او فنانا. مع اننا نرى تعلم حرفة ما تكاد تكون جزءا اكثر اهمية سواء في مستوى التعليم المدرسي او الجامعي وهذا من النادر ان يحدث في الفن او التصميم.
المطلوب تشجيع الطلاب على ان يجدوا انفسهم والعمل على تحفيزهم وتشجيعهم على ممارسة حالة الاكتشاف والابداع. ومفهوم الابداع في تعلم وتعليم الفن والتصميم وهو الرغبة في العثور على الاسلوب الخاص وطريقة التعلم الخاصة لدى الطالب.وهذه مهمة المدرس في مساعدة الطالب على ان يجد اسلوبه الخاص وان يكون مسؤولا عن تنمية تعليمه.لهذا لا نجدها محصورة في مجموعة واحدة من المهارات او المعارف فطبيعة تعليم الفن والتصميم تحررية. ويجب ان يتجه تعليم الفنون والتصميم الى قدر اكبر من المساءلة عبر التركيز على التقييم والبحث. أعتمادا على ان الفن والتصميم يشكلان حالة استثنائية من خلال موقعهما المتميز والنظرة اليهما كتعبير عن قيم اجتماعية مثلى تحدد هوية المجتمع ونموه وتطوره.
No comments:
Post a Comment