من الجميل ان يكون لدى الانسان المتعلم والمثقف ثقافة فنية تمكنه من معرفة حقائق تكاد تكون بسيطة، او حقائاق ضرورية عن علوم محددة كتصميم الجرافيك. جميل ان تجد انسانا عاديا قادر على اجابة السؤال التالي: ما هو تصميم الجرافيك؟
كثيراً ما يتردد هذا السؤال على العامة وحتى المتخصصين، وعند توجيه مثل هذا السؤال نجد احدى هاتين الحالتين، الاولى ان تُصطنع الاجابة والثانية ان يحدق بك في حيرة من امر من تريد ان يجيب. لنقل ان هذا امر طبيعي. ولكن بالرغم من تطور صناعة التصميم في وطننا، الا اننا نجد ان ثقافة الكثيرين تفتقر لمفاهيم واضحة حول مفهوم تصميم الجرافيك ودور مصمم الجرافيك .
مفهوم بسيط يلزم المختص بوضع الاجابة وان يقدمها دو تردد قائلاً ان تصميم الجرافيك هو جزء هام من حياتنا اليومية وهو الان احد اهم الاشكال الفنية التي نشهدها في كل مكان، اينما كنا، في البيت وفي السوق والمطعم والشارع وعلى الطرق الخارجية وفي دور السينما والمسارح وفي كل متجر ودائرة حكومية او خاصة. المطلوب من السائل فقط الامعان في هذه الاماكن وتصور معلوماتها. من المؤكد ان علامات الارتياح ستظهر على وجه السائل، حيث تبدأ رحلة الاستيعاب مع اعطاء امثلة لمواطن استخدام تصميم الجرافيك في الاماكن السابق ذكرها. ان تفوهت بكلمة تصميم جرافيك ستسمع كلمة اعلان كرد فعل سريع... السؤال الان هل هناك فرق بين الاعلان وتصميم الجرافيك؟ وان وجد ما هو؟
لماذا حالة الصمت هذه؟ ولماذا هذا الانكماش؟ لنرى ما هي الاجابة!
عرف تصميم الجرافيك على انه اداة ترويج المنتجات والخدمات والاعلان هو اداة بيع المنتجات والخدمات، اتدرون ان مثل هذه الحالة لا نجدها الان، الحواجز بين الترويج والبيع أصبحت اكثر وضوحا مع ظهور نظام العلامات العالمية والذي يرتكز الى تعزيز نمط الحياة من خلال بيع المنتج او الخدمة. ترويج وبيع اصبحتا ضمن القوة العالمية الجديدة. بناء عليه اصبح لتصميم الجرافيك تعريفا عصريا وهو فن الاتصال البصري للاعلام والتعليم والتأثير والاقناع وامتلاك التجربة البصرية التي تجمع الفن والتكنولوجيا لتوجيه رسالة محددة، لربما تكون حيوية في حياتنا اليومية وهي ببساطة قوة ثقافية.
ما الذي يقوم به المصممون؟
المصممون يتخيلون، يخططون وينفذون التصميم القادر على الاتصال والتوجيه المباشرلجمهور محدد. وكلمة مصمم هي بحد ذاتها تشير الى التخطيط وهو ما شاع تعريفه على انه فن ترتيب عناصر مادة ما يراد طباعتها اوعرضها الكترونيا. خلالها يحدد المصمم الاولويات ويضع عناصر التصميم في شكل متماسك ينتهي على شكل رسالة بصرية.
يمكن ان نجد أالمصمم ضمن حقول متعددة يتواجد ويعمل من خلالها كالقطاع الصناعي والثقافي والتعليمي، يمكن ان يكون ضمن قطاع الانتاج الضخم والمتوسط كالمطابع صناعة والوسائط المتعددة والافلام، في دو النشر وفي الدعاية والاعلان والتغليف واللافتات والانترنت ووسائط معلوماتية اخرى. وبطبيعة الحال المصمم يتعامل مع الصورة وتزاوجها مع الكلمة لابداع افكار تلبي طلب زبونهم وتؤثر في جمهورهم.
اين يبدأ مصمم الجرافيك؟
شبابنا اليوم يطرح هذا السؤال، اكثرهم يريد ان يصبح مصمماً معتقدين ان الامر لا يتعدى كبسة مفتاح الكمبيوتر واستخدام برامج التصميم دون الاحاطة بضرورة الاعتماد على مواد تأسيسية اخرى وهي اسايسة في دراسة التصميم، مبادئه ونظرياته ومنهجياته.ببساطة اساليب بناء الفكرة والتحكم بالعملية التصميمية. البعض يرفض مثل هذه الاطروحات ويكاد ان يتهموك بالتضخيم وخاصة عندما تتحدث عن اهمية تعلم الرسم والتعرف على مفردات اللغة البصرية حتى يمكنهم من التأهل الى بلوغ عملية االاتصال وتمكين الاخرين من الفهم. لا يعلمون ان اللغة البصرية تتكون من عناصر التصميم الاساسية في نظام البعدين او الثلاث ابعاد وفي الخط والشكل والملمس والقيمة واللون والتكوين والحجم والكتلة والفراغ و كيف له ان يجمع بين هذه العناصر ليخلق توازنا ووحدة ونسبة وتناغما وتسلسلا.
التصميم فكر وخطة وعملية متسلسلة ومتماسكة.
العملية التصميمة !
في المجال المهني تعتمد العملية التصميمية على قدرة المصمم في تحديد اهداف زبونه من المشكلة البصرية المراد حلها ومن ثم التحليل حيث تصبح الاهداف محددة وواضحة ومفصلة. وتتطور العملية التصميمية من خلال قدرة المصمم على تطوير تصوره لكل مرحلة اعتمادا على نظرته الشاملة لموضوع العمل المحدد. قدرته على الاستماع لزبونه عند تحديد اهدافه وتوضيحها فالهدف هو النتيجة المرجو لايصال الرسالة المحددة. قدرته على التعرف على المشكلة وفهمه الواضح لها هما اساس البديء في تصميم ناجح. ونعني تحديد المشكلة والبحث والتحليل والتنفيذ كأسس للتصميم الناجح وهي مراحله.
البعض يعتقد جاهلا ان العملية التصميمية تبدأ مع مسك الفارة والبديء بالعمل بالارتكاز الى مكتبات وادوات برامج التصميم دون عصف ذهني وتطوير للافكار. الكمبيوتر اداة تساعد عل تنفيذ التصميم الجيد ولكنه لا يخلق فكرة جيدة متميزة. جوهر تصميم الجرافيك اكبر من تصميم لاجل تجميل رسالة ما لجمهور معين. مفهوم خاطيء لدى الكثيرين عن الفكر الابداعي واهميته، وضرورة امتلاكه فهو الاصالة لبناء فكرة وتطويرها وتوجيهها لأهدافها معتمدة على خلق ثافة بصرية وفكرية للمصمم تكون ارضا خصبة لانتاج وابداع الأفكار من خلال الاطلاع على اعمال ممتازة وقراءة مدروسة تعزز المضمون الفكري والابداعي وتساعد عل الاهتمام في المضمون وحل يحقق المعنى والاهمية.
لهذا تأتي أهمية تدريس المصممين في الكليات والجامعات، لاعدادهم اكاديميا لكي يكونوا قادرين على استيعاب مه هم قادم في الممارسة المهنية، اعتمادا على فكرهم الابداعي واتقانهم للعملية التصميمة التي ترتكز الى مهارات ومؤهلات يجب ان يسلح المصممون بها، لتمكين وعيهم بالواجبات النظرية والعملية التي تمكنهم من تحديد الاسس البصرية وتحديد الحلول البصرية المناسبة اعتمادا على منهج عملي وعلمي من خلال البحث والتجربة على قاعدة الفكر الذي ينمي الفضول الاصيل وحثهم على المشاركة في التعلم والممارسة.
No comments:
Post a Comment