Friday 13 May 2016

متطلبات تعليم التصميم في المستقبل

لن نختلف حول حقيقة التصميم بانه ممارسة ابداعية وابتكارية مقصودة هدفها تهذيب العالم وتعزيزه من خلال وضع الحلول المناسبة لاحتياجاته. إنه حقل الفعل والتخطيط، وابتكار التصاميم التي تناسب الاحتياجات الإنسانية العظيمة، ما بين تصميم يسعد الناس وآخر يدعمهم بالمعلومة. عالم مثير تلتحم فيه الكثير من المجالات في الفنون والآداب والعلوم الإنسانية، والاجتماعية، والعلوم البيولوجية والهندسة، والأعمال التجارية.
المصمم يستند الى عمليته التصميمية التي تحتضن استراتيجيات خاصة تعينه على وضع الحلول للمشكلة التي يصمم من اجلها ومن خلال خلق فهم لدى الناس والمجتمع حول طبيعة التصميم وتقنياته وقدرة التصميم على تلبية احتياجات الناس ورغباتها. لهذا يحتاج المصمم الى مهارات التفكير المختلفة التي تنير له طريق التفكير المنطقي والواقعي في اساليب بناء الفكرة وتنفيذها باستخدام قدراته التقنية. وهذا ما يضع المؤسسات التعليمية امام مسؤولياتها في خلق جيل قيادي مبدع واع ومدرك لدوره. حيث نعتقد ان التصميم يواجه مستقبلا غامضا، في ظل التحديات الاجتماعية والقيم الثقافية والتغير التكنولوجي والتي تتطلب من المصمم مهارات خاصة، حيث ستكون هذه من أولويات مؤسسات التعليم. الحاجة الى جيل مدعوم بالرؤية الخلاقة للمشاكل الجديدة، وهذه القدرة تعتمد على الفن والعلم، وتقتصر على عدد قليل من الأفراد وخاصة الموهوبين. لهذا، التصميم يحتاج الى أدوات وأساليب أفضل ، والمزيد من الفهم النظري والمزيد من اساليب البحث و التحليل، وأكثر من ذلك فهم كيف للفن والعلوم والتكنولوجيا والناس، ان تمتزج نظريا وعمليا على نحو فعال ومثمر.
للتصميم كعلم ومهنة قدرة خاصة على القيادة، وذلك لشموليته وارتباطه بكافة المجالات الحياتية وجميع التخصصات. والتصميم له ديمومة التطور لخصائص منها انه يعتمد على مهارات التفكير ونظمه في التصميم للتأكد من حله للمشكلة وضمان ذلك من خلال دمج النظرية في التطبيق على ارضية اعتبار ان الانسان هو المحور الرئيس لاي تصميم. وان التصميم والناس متناغمان لا يتجاهل احدهما الآخر.
لكي نرتقي بالتصميم الى الامل المعهود منه علينا ان نتجه الى وضع منهاج يجمع مهارات التفكير والعلوم والتقنيات وكل المعارف في الجامعة جنب الى جنب وبنهج تكاملي وحسب كل تخصص من تخصصات التصميم. منهاج يمكن الطلبة من تأطير المشاكل والاستراتيجيات التي تنسجم مع السياق المعاصر للتصميم، اكتساب الطلاب مجموعة من الأساليب والسلوكيات في التفكير التي هي سمة هامة في ممارسة التصميم. إعطاء مساحة اكبر للطلبة لممارسة العالم الحقيقي. يحفز الطلبة على التصميم الخلاق وابداع التصاميم التي تساهم في حل المشاكل الحقيقية، آخذا بعين الاعتبار احتياجاتهم واحتياجات الآخرين ومتطلباتهم. تعلم كيفية تحمل المخاطر المتوقعة، وأن يصبحوا مصممين مبتكرين، مغامرين وقادرين على اكتساب المهارات اللازمة للانخراط في عملية التصميم والتنفيذ ، وذلك باستخدام تقنيات ترتبط بالواقع و تركز على المستخدم للتصميم لتطوير الأفكار الإبداعية.

No comments:

Post a Comment