Monday 31 October 2016

عين على التصميم في الاردن

ضمن فعاليات عين على التصميم في الاردن  والذي نظمته جمعية مدرسي التصميم بالتعاون مع كلية الفنون والتصميم /جامعة العلوم التطبيقية في أسبوع عمان للتصميم الذي شهدته عمان مؤخرا، التقى مصممون اكاديميون زممارسون للتصميم من كافة التخصصات في ندوة حوارية مفتوحة في جامعة العلوم التطبيقية لمناقشة موضوعات مرتبطة بواقع وآفاق التصميم في الأردن.

تركزت محاور النقاش في  الندوة حول قيمة التصميم في الأردن وكيفية رفع المستوى المهني للتصميم والصعوبات التي تواجه تعليم التصميم في الأردن وتطوير المنهاج. وناقش المجتمعون القضية الأولى وهي قيمة التصميم في الأردن، هذه القضية والتي للأسف لم تأخذ حيزاً مهما من الدراسة والاهتمام على المستوى الرسمي سواء على مستوى الصناعة والتجارة أو التعليم العالي وأقلها مؤسسات تعليم التصميم العالي، وهذه القيمة الاستراتيجية للتصميم التي جرى تسليط الضوء عليها وقطع فيها العالم شوطاً كبيراً ، من ناحية معاينتها بطرق علمية بحثية تؤكد على دور التصميم في إضافة الكثير لقطاع صناعة التصميم أولاً وقطاع التجارة والصناعة ثانياً.


اكد المجتمعون على اهمية دور التصميم في عملية التسويق والمبيعات ونمو العائدات وعلى ان هذا الدور الإيجابي لن يكون متاحا إلا إذا منح التصميم موقعه الجوهري كما هو معمول به في دول العالم المتقدم من خلال قدرة قطاع الأعمال على فهم أهمية التصميم ودوره في إضافة القيمة على أعمالهم التجارية والصناعية و أدائه المحفز والمتقدم.

ولاحظ المشاركون بالندوة إن قطاع الأعمال المرتبط بالتصميم إدارة واستراتيجية، عليه أن لا يقلل من حجم المضمون الذي يديره التصميم في نمو العائدات والتكامل وتعزيز دور العملية التصميمية والأفكار المتميزة المبدعة والأصيلة مما يجعله ثقافة حضارية مجتمعية قبل أن تكون مهنية واقتصادية لأن دور المصمم في هذه البيئة الفاعلة لن يكون قيداً بل عاملاً مساعداً داعماً وأداة تطوير، إيماناً منا بمفهوم التصميم بأنه كل شيء في حياتنا وغيابه يعني غياب دورة الحياة الإقتصادية التجارية والصناعية في ظل منافسة عالية لا بد أن تنتهي بتصميم متميز أصيل يرمز إلى الاختلاف بعيداً عن التصاميم المتواضعة، فالتصميم يمكن استخدامه كخدمة من خلال مؤسسات قطاع صناعة التصميم الذي يلعب فيه المصممون دور خبراء تقنيون لتنفيذ مشاريع محددة.


وقد بينت الندوة ان التصميم والمصمم يلعبان دوراً مهماً في عملية الانتاج لأي منتج أو خدمة، ودورهما مؤثر وفاعل وفي كثير من الأحيان استراتيجي والتصميم الفاعل يؤثر في استراتيجيات الكثير من الأعمال، كما ان التصميم بمفهومه ودوره الحقيقي هو مبعث الإبداع وصانع لعامل المنافسة لشد انتباه الزبائن وتعزيز مواقع الصناعة والتجارة لتصبح أكثر اهتماماً لعامة الناس، وانه يتوجب على المؤسسات الرسمية وفي القطاع الخاص أن تطلق العنان للتصميم وان تمنحه الموقع الذي يستحقه والقيمة التي تعكس بنفسها على ثقافة الوطن وحضارته وتقدمه. كما اشاروا الى انه من الضرورة على قطاع التصميم أن يهذب من أدائه ويرفع من ثقافته واساليبه لتوجيه التصميم للعب دور حيوي في خلق حالة التباين بين العملي والوظيفي والأصيل والإبداعي للدفع بعجلة الاقتصاد من خلال دعم هوية المنتج أوالخدمة بتبني العملية التصميمية المناسبة باعتماد الكفاءة والموهبة والفكر والثقافة فالتصميم محرك راسخ للابتكار والنمو والتطور تماماً كما هو الإبداع.


من ناحية اخرى ناقش المجتمعون واقع تعليم التصميم في الاردن بكل عناصر العملية التعليمية، واتفق المجتمعون على انه هناك حالة من التطور المستمر والمتميز الذي تعيشه بعض المؤسسات التعليمية المتخصصة في الفن والتصميم ، حيث تنعكس هذه الايجابية من خلال خريجيها، الا ان هذه الايجابية وهذا التميز لا يخفي حقيقة وجود صعوبات تواجه مؤسسات التعليم المتخصصة بالفن والتصميم ، لكن البعض من المشاركين اشار الى ان عدد الطلبة في المساق قد يحد من تطوير اساليب التدريس الابداعية، وان بعض الادارات في المؤسسات التعليمية تتعامل مع تخصص الفنون والتصميم كباقي التخصصات الانسانية من حيث تصميم المبنى والقاعات والمراسم، وهناك مشاكل اخرى ترتبط بقدرات المدرس والتي تؤثر سلباعلى ادارة المحاضرة فضلا عن غياب حالة الحوار والمساءلة حول نهايات التصميم والتي تعتبر ضرورة لتنمية الحالة الابداعية وتنمية مهارات الطالب لكي يصبح مصمم قادر على حل مشكلة في التصميم. واوضحوا انه بوصول المؤسسات التعليمية الى حالة العطاء المدروس من خلال العملية التعليمية الشاملة من خلال وجود كادر تدريسي متمرس ومبدع ومتجدد سيتم بعدها رفع المستوى المهني للخريجين والممارسين في السوق ضمن خطة تطوير تعنى بجودة التصميم واثراء مفرداته الجمالية.

No comments:

Post a Comment