Sunday, 30 August 2009

إدراك أهمية التصميم (2)....ب

الجميع يتفق على ان تصميم الجرافيك هو عملية ترجمة لهوية تجارية(منتج، خدمة، مؤسسة)، هو لغة بصرية تناسب الهدف التسويقي. اذن هو عملية تمر بمراحل متعددة تنتهي بالوسيط ، يمكن ان يكون هذا الوسيط ورقة مراسلات، كرت، بروشور، بوستر، اعلان مجلة، صفحة انترنت وغير ذلك من الوسائط المعروفة.
قبل الخوض في العملية التصميمية دعونا نتطرق الى بعض المغالطات لدى البعض وعلى سبيل المثال:
- تحديد هوية التصميم، هل التصميم هو ما ينتهي اليه كوسيط؟ أي هل هو نتيجته النهائية؟ الحقيقة ان التصميم هو حالة نشاط او عملية وليس نتيجته النهائية كوسيط ( بروشور، بوستر)، هذه نواتج العملية وليس التصميم نفسه. تحت بند هذه الحقيقة نجد ان مهمة المصمم تتلخص في الترجمة والتفسير بين جمع المعلومة وتحليلها والتنفيذ، ولهذا فإن الوسيط ما هو الا ناتج لعملية معقدة وبمعرفتنا لها سنستطيع الحكم على الوسائط نرتبطة بعملية التصميم وليس مجردة. مما يضع المصمم في مأزق التركيز على المنتج النهائي الوسيط تحت اسم التصميم دون الامعان بعملية التصميم، مما يجعل العملية غير واضحة المعالم تاركةً اثرها السلبي على الوسيط. ومركزة على قيمة دور المصمم الحقيقي في دائرة الفعل واستراتيجيتها.
- القضية الاخرى وهي هل دور المصمم كدور الفنان؟ وهل التصميم يرتبط بالفن اكثر من ارتباطه بقطاع صناعة التصميم؟
الحقيقة ان الرابط بين التصميم والفن قوي، كبير ومحدود رغم شيوعه من خلال استخدام الصورة والرمز لغايات جذب الانتباه والتوضيح والتواصل مع المشاهد تنفيذا لرغبة الزبون، بينما الفنان ليس لديه مثل هذا الاهتمام، فهو ينفذ العمل تعبيراً عن خلجات نفسه، داخله، ميوله وافكاره. المصمم يعمل لارضاء زبونه بالتأثير على الجمهور المستهدف لارضاء زبونه.
لو القينا مظرة سريعة على مجمل التصاميم في اسواقنا لوجدنا نسبة كبيرة منها تقع في دائرة العمل الفني البحت، جمالي وزخرفي مما يضعف مهمتها الرئيسة وهي الاتصال من خلال رسالة الوسيط المراد ايصالها الى الجمهور المستهدف، السبب يعود الى ان القائمون على عملية التصميم و زبائنهم يرتكبون خطأ الحكم على المنتج النهائي لغياب العملية التصميمية، غياب التركيز الموضوعي على الوسيط عبر العملية التصميمية، ولتركيزهم على ابراز النواحي الجمالية الفنية دون الخضوع لهدفه المهني او وظيفته في العرض والترويج.
وهنا يتطلب منا ان نسأل، من المسؤول عن تنفيذ التصميم، وما هو ميوله؟
من يختار الصور ونوع حرف الكتابة والالوان، كيف يتدافع نحو خلق التأثير من خلال نمط او اسلوب معين؟
ما هو طبيعة المظهر الفريد الذي يبحث عنه؟ وكبف يفكر له؟
عند تبني العملية التصميمية، سيتبادر الى ذهن المنفذ ( مديرا فنيا او مصمماً) أهمية السببية وبناء الافكار دون انكار اهمية الاسلوب ( الجماليات) للولوج الى تأثير بصري مميزوشامل ومتكامل لجميع الوسائط ، تحتضنة توازناً بين النمط المستخدم والية الاتصال. حيث تكتسب الوظيفة نسبة عالية من الاهتمام مدعومة بالنمط او الاسلوب الجمالي وبهذا يتحقق التواصل.
بتبدد هذه المغالطات والمفارقات سنتعرف على ألية التصميم...!

No comments: