Saturday 9 February 2013

التـفـكـير بصــــــريا

كيف للمصمم ان يمارس التفكير البصري، المصمم المبدع يفكر في كل ما يراه وما يمكن ان يفكر به. فالمصمم الفنان يمتلك عينأ تختلف عن الانسان العادي، عينه تتبصر الأشياء بطريقة مختلفة اكثر عمقا وتحليلا. عين المصمم لا تتعامل مع القشور بل تقرأ فيما وراء السطح الخارجي. وبناء على هذه الحقيقة نجد أن المصمم المبدع قادرا على وضع الحلول البصرية الكفيلة بخلق حالة الاتصال البصري على ارضية فكرية مفاهيمية تعتمد البحث والتجريب.
المصمم المبدع يتبنى عناصر العملية التصميمية بنفس القدر من الاهتمام بالحل التصميمي ومن خلال مروره بالعملية الابداعية. وهنا نؤكدعلى مبدأ العملية التطبيقية لان في تصميم الجرافيك حل المشكلة البصرية والعملية الابداعية يحدثان متزامنين كنتاج لعملية متكاملة غير منقوصة وهما امرأ واقعا. ان لم يستطع تصميم الجرافيك (من خلال الجمالية والوظيفية اللذان يرتكزان الى الفكرة الابداعية) تحقيق غايات التصميم النهائية في الاتصال والتحفيز ، يصبح التصميم كالانسان الذي يتحدث الى نفسه.
تصميم الجرافيك ليس بمعزل عن الحقيقية انه فن وصناعة ابداعية قد تكون تجارية تسويقية توعوية أوارشادية من نتاج قدرات المصمم الفكرية والفنية والتقنية وقدرته على التخطيط لتوظيف مهاراته وكفاءاته في تحقيق رغبات زبونه واقناع جمهوره واختياره للمواد والوسائط والوسائل التي تخدم تصميمه، وبالتالي تحقيق حالة الاتصال البصري المتكاملة.

تصميم الجرافيك حالة ابداع ذكية تحدث اتصالاً بصرياً. لهذا نقول لمن يريد ان يسلك طريق تصميم الجرافيك ان التصميم فكر وليس فقط اداة نستخدمها كبرامج التصميم، هو فن توظيف كافة الادوات لخدمة فكرة التصميم في تحقيق غاياته. التصميم يعكس مستوى واسلوب تفكير المصمم ومدى نضوجه فنا وثقافة وادارة وسلوكا وخبرة وابداعاً.
التصميم يتطلب قدرة المصمم على خلق روابط فاعلة بين الابداع كحالة وعملية متسلسلة والعملية التصميمية كبحث وتحليل واقتراح وتقييم واختيار للتصميم كحل مناسب، الهدف منه التواصل وايصال الرسالة المرجوة للتحفيز والاقناع وتحقيق رغبات الزبون. تحقيق حالة التبادل في المنفعة بين احتياجات الجمهور المستهدف في منتج او خدمة او اي شكل من اشكال او ادوات الاتصال وبين مصدر المنتج او الخدمة.

المصمم في نظر ممارسي التصميم والمنظرين له هو واضع الحلول البصرية لمهام مختلفة في الصناعة البصرية مطبوعة كانت او مرئية الكترونياً. فهو صياد في البحث عن الحلول الملائمة. المصممون الجيدون عادة ما يمارسون الية او اليات محددة للولوج الى الفكرة منها:

• تحديد الهدف من التصميم المراد تنفيذه: 
لماذا نصمم ولمن؟ ما هي غاية ووظيفة التصميم المطلوب؟ من هو الجمهور المستهدف؟ ماذا فعل الآخرون في هذا الاتجاه؟ اين يقع التصميم المراد تنفيذه ضمن استراتيجية التسويق؟ 
• وضع استراتيجية العمل: كيف وما هي الخطوات اللازمة؟ 
ما هي ميزاينية العمل؟ ومتى هو مطلوب؟ كيف يتوقع شكله النهائي؟
• البديء بعملية البحث وجمع المعلومات حول موضوع التصميم؟ 
جزء من هذه المعلومات سيأتي بها الزبون حول المنتج او الخدمة والجمهور المستهدف والمنافسين ؟ والتصاميم المنفذه ضمن نفس الحقل. ولكن المصمم بحاجة الى اضافات معرفية تعينه.
• مشروع الفكرة: فكرة التصميم هي حالة ابداعية وهي التي تميز بين المصمم المبدع المتميز او المصمم التقليدي.
• تطوير الفكرة: نقطة الانطلاق نحو فضاء رحب في تطوير الفكرة فنيا ووظيفة من خلال فهم المصمم لموضوعه من خلال حجم ونوعية المعلومات التي تم تحليلها بعد تجميعها. وقدرته على اجابة الاسئلة التي تدور حول ماذا يريد وكيف يتواصل من خلال رسالة محددة وموجهة، كيف يقنع زبونه وجمهوره من خلال استخدام ذكائه.
• التصميم النهائي: وضع جميع عناصر التصميم في مكانها متكاملة ومتناغمة و ينتهي بها المصمم عبر العملية التصميمية. 

قدرات وثقافة المصمم تحددان مدى حنكته في جمع المعلومات الكاملة وتحليلها تحليلا دقيقاً وتساعده في وضع التصميم المناسب وتجنب تغييرات وتعديلات الزبون، وتمكنه من امتلاك مهارة التواصل مع زبونه واقناعه واكتساب احترامه. وللحديث بقية ان شاءالله.

No comments:

Post a Comment