Sunday 16 December 2007

مقومات التصميم للمستقبل

هل يمكننا استشراف المستقبل لكي نستطيع ان نعرف ما هي مقومات التصميم في المستقبل، الجواب نعم، يمكننا ذلك ان غيرنا اسلوب تفكيرنا في تناول الحاضر والمستقبل، ورفعنا من وتيرة دورنا من الوضع السطحي الى المبادرة ومن ثم التحكم. حتى الى مرحلة استخدام كامل للطاقة الذاتية الابداعية دون هدرها، واستغلالها استغلالا كاملا لصالح المستقبل ومستلزماته. يمكن ان يكون البعض قد عرف مقومات الجواب ولكن للأسف بقيت هذه المقومات في زاوية من زوايا الدماغ التنظيرية، مما هو اوسع من الفجوة بين النظرية والتطبيق، التقليدية والاتكالية وانتظار النتائج عند الغير لكي ننحصد وننهل منها ما طاب .
الواقع يقول عكس ذلك، وهنا لا اخاطب ممارس مهنة التصميم في كل فروعه الاتصال المرئي والوسائط المتعددة والداخلي والمعماري الصناعي وغيره، بل ايضاً القائمين على المؤسسات الاكاديمية المتخصصة والمهنية، فالكل مسؤول عن نتاجه.
المنتج او الناتج، كان مصمماً او تصميم ، كيف له ان يكون فاعلا ونافعاً ومبتكرأ ان لم يكن مبدعا، ان لم نكن نحن الوعاء الحاضن او البيئة التي تتفاعل بها عناصر العمل قادرين على استشراف المستقبل بما يتعدى ما طاقت به عقولنا وايدينا وجيوبنا.
كما هو في السياسة، نستشرف ونحلل ونضع الاستراتيجيات ايضاً في التصميم نستشرف ونضع الاستراتيجية، حاضرنا مرتبط بماضينا ولن نستطيع تطويرحاضرنا الا اذا توجهت انظارنا الى المستفبل، ولكي نتمكن من تحقيق ذلك لا بد من التركيز على مجموعة من القضايا لربما قد وصل اليها وتعامل معها غيرنا ونحن ايضا نعلمها ولكن ما زالت بعيدة عن اولوياتنا كافراد ومؤسسات، كوننا قادرين على ان نسمي الاشياء ونميزها عن غيرنا ضمن دوائر تخصصاتنا.
هناك تشويش في حجم المعلومات التي تتعامل مع المستفبل ومتغيراته الجغرافية والبيئية والاقتصادية وغيره، على سبيل المثال اختلاف درجات الحرارة ونسبة الكربون وثقب الاوزون وازدحام المدن واحتياجات الانسان النفسية والجسدية خلال التنقل والسفر ، وتطور الحياة بكيفياتها المتنوعة وعلى مختلف الاصعدة وفي شتى مناحي الحياة. مصدر هذا التشوه هو نحن ! نعم نحن . لأن بعضنا لا يكلف نفسه التفكير باحتياجات المستفبل وتوقع ذلك.الا بقدر الدائرة التي نعيشها .
السؤال ما هو دور المصمم المسؤول حيال مجموعة المتغيرات القادمة؟
الجواب بكلمات بسيطة، ان يسمح لطاقاته ان تتفاعل لتصمم الأفضل وما يناسب المستقبل، ان لا يبقى حاصراًً ابداعه بالماضي الفريب والحاضر الذي ان تحققنا فيه لوجدنا ان هناك مسافة ليست بصغيرة بين مصدره ووقت انتقاله لنا.
تحريض الذات على فعل اقصى الامكانيات الفاعلة والايجابية القادرة على ممارسة لغة المستقبل، وما يتكيف مع ما هو متوقع في المستقبل. تطوير الذات و الكفاءة ، توسيع دائرة الاتصال والوعي.
الرغبة لدى المصمم المبدع مهمة والقدرة على التفكير العميق في قضايا الحاضر وربطها بالمستقبل،هي قوة دافعة للابداع والابتكار، وكسر حاجز الخوف وعدم منحه فرصة التحول الى شلل فكري،جميعها تعزز من دور المصمم ونوعية نتاجه، فالمصمم لا يخاف تصميم أي شيء بديع وعملي مرتبط بغاياته.
ما نحتاجه هو ما سمي بالمستقبلية المتفائلة لا المحبطة، لان المستفبلية المتفائلة تشعرنا بالعزيمة والثقة، وتمكننا من رفع قدراتنا التفنية للتعامل مع الانظمة والبرامج الرقمية والتحكم بها لخدمة ابداعاتنا، كونها حلولا للتغيير المنطقي والوظيفي. التقنيات لا تتحكم بالقدرة على الخيال والابداع لدى المصمم المثقف الواعي ، بل تجعل منه قوة تحكم. عمل الشي الاحسن للآخرين مفتاح المصمم للتعامل مع متطلبات المستقبل.
ما دمنا مستمرين في التعامل مع المستفبل كهدف لابداعنا، سنكون قادرين على جعل المستقبل يسير خلفنا، بايماننا بقدرتنا على استشراف المستفبل، كون المصمم للمستفبل هو يمتلك القوة في الابداع والابتكار والاقناع والوعي، القادر على العمل ضمن روح الفريق، والقادر على التطور واستنباط الافكار الجديدة من خلال ما يملكه من نفاذ البصيرة والالهام.

No comments:

Post a Comment