Showing posts with label design education graphic design teaching. Show all posts
Showing posts with label design education graphic design teaching. Show all posts

Wednesday, 28 December 2011

تعليم تصميم الجرافيك والعملية التصميمية


تعليم تصميم الجرافيك يعتمد بصفة عامة على مبدأ العمل داخل الاستوديو وتنفيذ المشاريع وممارسة النقد، أركان ثلاثة تعكس بنفسها على مخرجات التعليم. وهذا من الطبيعي دون جدال ان يعكس ما هو سائد وعام في برامج تعليم تصميم الجرافيك في اغلب جامعاتنا! والتي تستند الى التغذية الراجعة من مدرسي التخصص في الجامعات والكليات.

أساليب تعليم تصميم الجرافيك تدعو الطالب وتحفزه الى الانخراط في بيئة تعليمية اصيلة تبدو معقدة بشكل ما وبتزايد مع المهام الموكلة الى الطالب التي قد تصل الى حدود عليا من التعقيد لترفع من وتيرة تطور الطالب خلال سنوات تعلمه لتخصص تصميم الجرافيك.
مثل هذا الاسلوب من التعلم يعتمد على على العمل المتبادل والمنهجية المعززة، هناك اعتقاد سائد لدى مدرسي التصميم عند تطبيقهم لمنهاج او خطة تدريس تصميم الجرافيك، وهذا الاعتقاد يستند الى ان تعلم التصميم يتعزز من خلال تنفيذ التصميم. هذه تكاد تكون رؤية سطحية غير شاملة بالرغم من كونها تبدو صحيحة ومؤثرة الى حد ما في حل بعض القضايا في التصميم التي لا تكون في اعلى درجات التعقيد وذات طبيعة غير هيكلية.
المدرس القريب من آلية تعليم تصميم الجرافيك يعلم علم اليقين ان هذا الاعتقاد ليس مؤشرا ايجابيا في النتائج في عملية تعلم وتعليم تصميم الجرافيك. الى حد ان فرص التعلم تكاد ان تكون معدومة.

في نموذج المنهاج التقليدي نجد ان الشكل النهائي للتصميم هو مقياس اساسي للتعلم والذي يترك اثره على الطلاب من خلال تركيزهم على الشكل النهائي لمشروعهم اكثر من الية العملية التصميمية التي تؤكد له ولمدرسه كيفية الوصول الى النتائج. وهذه تحدد مستوى النضوج الذي يعكس نفسه على ما تعلمه الطالب في الواقع والتي تشكل القاعدة المعرفية الجديدة، والتي انحسرت في العمل المنفذ ومضمونهاثناء مراحل تطوره. وما يقابله من قيود تتطلب منه منهجية متطورة تهدف الى دعم القاعدة المعرفية من خلال الممارسة الممنهجة نحو رفع حالة الادراك لدى الطلاب ومساعدتهم في صياغة ما استفادوه من تجربتهم في العملية التعليمية. هذه الاستفادة تمكنهم من قدرة التعبير عن المعرفة المكتسبة في مرحلتهم التعليمية، وطرق نقل المعرفة وتطبيقها في مستويات متقدمة. لتبقة ملازمة لهم الى سوق العمل.
اذاً تعليم الطالب على البحث والتحليل والنقد وممارسة ذلك عبر ترجمته عمليا وعكسه على مسارات سنوات التعليم المختلفة سيعزز المشاركة المعرفية ونقل المعرفة في مجال تعليم تصميم الجرافيك. وهذا ما يعزز مبدأ الربط بين التجربة المكتسبة وصياغة المعرفة الكامنة في تجربة التصميم وامكانية دعمها لنقل ولحل مشاكل مستقبلية في التصميم.ونرتقي الى ان نرى اعمال متميزة ومبدعة لا تقليدية او سبق رؤيتها هنا وهناك.

Monday, 22 March 2010

فلسفة مدرس التصميم!

لن نشكك في الحب الذي يختزنه مدرس التصميم لمهنته، نجزم بأنها قضية ثابتة كغيره من مدرسي العلوم الأخرى، فهو مدرس له نهجه الذي يعتمد الصرامة العلمية والمنفتحة على فهم مناحي كثيرة كالتاريخ والمنهجيات التي يتضمنها تعاليم الفنون والتصميم. يحاول من خلالها تطبيق وممارسة الأساليب التجريبية التي تؤمن مساحة معقولة للتعامل مع المتغيرات في الأدوات والوسائط وجمهور الفنون والتصميم وقدرتهم على التكيف معها.

مثل هذا النهج يعتبر نهجا تجريبياً يعمل على تحدي المنهجيات التاريخية في نقاط استراتيجية رئيسة مع ثبات الهدف الشخصي المتعلق بالتعليم من أجل إنتاج قادة في مجال التخصص وليس اتباع له. هؤلاء القادة يتبعون تعليمات تحاكي المعاصرة من خلال الممارسة التي تجعل من منتجهم كوادر مؤهلة نظريا وعملياً.

انه نهج مدرس جيد، مدرس يجعل من جل اهتماماته وطموحه خلق كادر مبدع ودائم التطور في حقول الفن والتصميم، ومن أولوياته كمدرس جيد تحفيز طلبته بشكل معياري، وليس اعتباريا عبر إرادته الصادرة عن عمق معرفته برغبة الطالب وحاجته والغاية التي تجعله متحفزاً للإبداع. وهذه بحد ذاتها تعتبر تحدياً للمدرس لتحديد البيئة المناسبة وتهيئتها لكي يكون الطالب عاشقا لما يقوم به ولكي يجد ذاته و يبدع بنفسه.

بالطبع لن يحدث هذا إلا إذا اتفقا على أن المدرس والطالب هما شريكان في العملية التدريسية، وبذلك يعملان كأساس محفزٍ على الإبداع والإنتاج لكليهما وإضافة إلى ذلك إيمانهما بنفسهما ودور كل منهما كمرسل ومستقبل للمعرفة، وبطبيعة الحال فإن حالة التحفيز وانطلاقها لن تبدأ إلا من داخل الطالب، وأما المدرس فهو يلعب دور المثير لهذه الطاقة الكامنة.

من مهام الطالب أن يعي أهمية تواجده الدائم وتواصله وفعاليته داخل قاعة التدريس، فهذه مهمة للمدرس حيث تعتبر أداة قياس لقدرة الطالب الفنية والفكرية التي تعكس بنفسها على إنتاجه. ولهذا نجد من الضرورة أن تتواجد نوعية خاصة من الطلبة القادرين على الشروع بالعملية الفكرية والتأملية بالممارسة خلال سنوات الدراسة. وهذه مرتبطة بأهمية اكتساب الطلبة للمعرفة الذاتية والوعي الذاتي لأساليبهم مما يمكنهم حينها على العمل ضمن حالة من الإبداع. بالحفاظ على هذه الخاصية سيضمن الطلبة بقاءهم تحت سقف حالة الإبداع الدائمة. مع ضرورة عدم اعتبارها حالة من الكمال حيث تتطلب أخلاقيات العمل أن تكون حاضرة حتى تكتمل. وهذا ما يجعلها تتقدم سلم الأولويات لكي يسلكوا طريق الاستمرار في النجاح.

مثل هذه الحالة تتطلب من المدرس إعداد الطلبة لكي يكونوا دوما في الدور الريادي والديناميكي ومن خلال الإجابة على الأسئلة التالية:

- ما هو المناسب له وللطالب؟

- ما نوعية المنتج (الطالب) المراد إنتاجه بما يكفل متطلبات صناعة التصميم؟

- ما هو المطلوب تقديمه من معرفة ومؤهلات وكيف؟

- ما هي الآلية المناسبة لتحقيق ذلك؟

في بعض الأحيان يجد المدرس نفسه في علاقة متضادة وموقف حرج بين مدرسته والمدارس الأخرى، القديمة منها والحديثة؛ بين أوروبا وأميركا على سبيل المثال، وبين واقع البيئة المحلية والثقافة والتراث. كيف له أن يوظف ذلك إلى جانب التكنولوجيا ويقدمه للطالب لكي يكون مصمماً فناناً، باحثاً ومفكرا، مدركاً وناقدا وأخيرا مستقلاً.

هذا كله يدعو إلى إعادة النظر في المناهج والخطط الدراسية لتدريس التصميم والنظر بعمق إلى المشاكل البسيطة منه والمعقدة والتي تشكل معايير وعلاقات ثابتة منها ما هو معروف وغير المعروف، الديناميكي وغير ذلك. هذه نلحظها في أساليب تدريس التصميم التقليدية وتطور التكنولوجيا. علينا الإقرار بأن الممارسة العملية ليست حالة ثابتة، وهي معقدة رغم ديناميكيتها، فهي تحتاج إلى وسائل إنتاجية استكشافية تعمل على تخفيف حدة وضعيتها الديناميكية المعقدة، وهذا ما نراه واضحاً للعيان لدى اغلب الطلبة في المستويات النهائية المتقدمة وبالتحديد ما نراه في مشاريع التخرج، بعضها لا تعكس أدوات حقيقية لحلول بصرية لمختلف المعايير التي يمكن حلها أو علاجها.إن المشكلة التي يواجهها الطلبة تكمن في التحدي الهائل لتحديد وتوضيح المعايير الخاصة بالحل للوصول إلى الحل المناسب، وهي آلية وضع حلول لحالات فنية وعملية، وتنفيذ ذلك من خلال القدرة على الرصد والتحليل أثناء عملية التفكير النظري وعكس النتائج على آلية اختيار الحلول المناسبة.

مثل هذه الحالات تعتمد من الناحية النظرية على المدرس وقدرته على تجهيز الطلبة لكي يكونوا أكثر استعدادا لمواجهة المتغيرات التي تفرض نفسها عبر تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا وتسليحهم بقدرة التحليل وفهم الظروف الغامضة التي ترافق عملية التصميم والتحرك بما يتناسب مع متطلبات العمل.

مثل هذه الفلسفة لن تتحقق واقعيا من خلال النظريات بل من خلال الممارسة العملية والتطبيقات المرتبطة بها. التخطيط لكل مادة مراد تدريسها والوسائل العملية والنظرية التي تحتاجها وإقحام الطالب بعملية العصف الذهني لتفعيل حالة التحليل والابتكار.

* نشر في جريدة الغد يوم 20-3-2010 /المنتدى