عند تناولي لهذا الموضوع فأنا لا انكر ابدا الاسباب الداعية لهذا الامتحان، ولا انكر ابدا حرص المسؤولين في التعليم العالي على نوعية التعليم في جامعاتنا الاردنية وحرصهم ايضا على ان يكون المنتج لمثل هذا التخصص ضمن المواصفات والمقاييس الدولية.
لهذا اقدر امتحان الكفاية الذي انضم اليه تخصص تصميم الجرافيك، هذا التخصص الضيف العزيز والذي لم يتجاوز عمره الاكاديمي 22 عاما وعمره المهني الحقيقي 16 عاما، هذا التخصص اليافع الذي يجهله الكثيرون، لا يعرفون ما هو ؟،وما الفرق بينه وبين رديفه فن الجرافيك وغيره من الفنون؟، وهذا اللغط نجده ان تتبعنا بعض الخطط الدراسية في بعض الكليات والاقسام الجامعية التي تدرس تصميم الجرافيك، وحتى في كليات المجتمع مما ادى الى اختلاط المهام وعدم كفاءة المنتج الخريج عند البعض القليلون، فأصبح كل متخرج هو مصمم جرافيك حتى من يحصل على دورة في مركز لخدمات الكمبيوتر لمدة 30 ساعة هو ايضا مصمم جرافيك.
الى جانب ذلك ندرة المتخصصون الذين هم قادرون على تدريس هذا التخصص بمفهومه العلمي والفني، وكثرة غير المتخصصين الذين يدرسون هذا التخصص دون علم بأن هذا التخصص هو فن مرتبط بالصناعة والتكنولوجيا، فن له علاقة وطيدة بالطباعة وتكنولوجيا المعلومات، وان 70% من خططه الدراسية في العالم هي تطبيق عملي الى جانب بعض المواد النظرية التي تنقسم ما بين المواد الالزامية الداعمة والتي تهدف الى تعزيز المصمم بقدرات خاصة تؤهله على ان يكون قادرا على خلق فكرة ذات نهايات وغايات مرتبطة بجمهور محدد من خلال استخدام تقنية محددة توظف لتنفيذ الفكرة ولتجعلها سهلة للتواصل مع الجمهور، ومواد اخرى ترفع من ثقافة المصمم ولكن لا علاقة لها باسلوب بناء الفكرة وشروطها ومناهج تنفيذها.
الهدف من الخطة الدراسية هي ايجاد مصمم فنان قادر على التعاطي مع متطلبات السوق الابداعية والتقنية، فالتصميم لمادة مطبوعة له مواصفات ومتطلبات تقنية خاصة تختلف عنه في تصميم مواقع الانترنت والاقراص المدمجة، بمعنى آخر لكل وسيط من وسائط تصميم الجرافيك فكرة خاصة وآلية تنفيذ خاصة ضمن فترة زمنية محددة وبشروط جمالية ووظيفية وتقنية محددة.
السؤال الآن كيف سيكون الامتحان؟
ما هي الأسس التي ستعتمد لذلك؟
من هو المتخصص القادر على وضع آلية للتقويم تربط النظرية بالتطبيق؟
هل الامتحان النظري هو اداة مثالية للتقويم ؟
هل كل مواد الخطة هي التي تحدد قدرة المصمم على التجاوب مع لغة السوق ولغة التطور الدائم؟
الحقيقة ان هناك مجموعة من المواد في الخطة الدراسية (النظرية والعملية منها) هي القادرة على تحديد مدى كفاءة الطالب المتخرج. ولذلك اتمنى ان لا يكون هذا الامتحان شبيه بامتحان الشامل لكليات المجتمع وما يؤول اليه، فهو ليس اختبار حقيقي وجميعنا يعلم ذلك خاصة في تخصص الجرافيك، يجب ان نفرق بين المصمم صاحب الفكرة المتميزة ا المصمم القادر على التحكم في برامج التصميم لصالح الابداع والتجديد، وبين المصمم القادر على تشغيل البرامج بامكانياتها أي ضمن مبدأ المدخلات والمخرجات ضمن دائرة محصورة. مع اننا نحتاج الى كليهما في السوق ولكن عند ترتيب الخطط الدراسية لكليهما كما يحدث عند تدريس المهندس ومساعد المهندس.
واعود لسؤالي كيف سيكون امتحان الكفاية حقيقيا وملبيا لأهدافه.
مصمم الجرافيك كالطبيب والمحامي في تخصصيهما، مهمته وضع حل لمشكلة ترويجية او توعوية وغيرها من خلال لغة بصرية بسيطة مباشرة قادرة على الاتصال.
نشر في جريدة الرأي الاحد 23 ابريل 2006
لهذا اقدر امتحان الكفاية الذي انضم اليه تخصص تصميم الجرافيك، هذا التخصص الضيف العزيز والذي لم يتجاوز عمره الاكاديمي 22 عاما وعمره المهني الحقيقي 16 عاما، هذا التخصص اليافع الذي يجهله الكثيرون، لا يعرفون ما هو ؟،وما الفرق بينه وبين رديفه فن الجرافيك وغيره من الفنون؟، وهذا اللغط نجده ان تتبعنا بعض الخطط الدراسية في بعض الكليات والاقسام الجامعية التي تدرس تصميم الجرافيك، وحتى في كليات المجتمع مما ادى الى اختلاط المهام وعدم كفاءة المنتج الخريج عند البعض القليلون، فأصبح كل متخرج هو مصمم جرافيك حتى من يحصل على دورة في مركز لخدمات الكمبيوتر لمدة 30 ساعة هو ايضا مصمم جرافيك.
الى جانب ذلك ندرة المتخصصون الذين هم قادرون على تدريس هذا التخصص بمفهومه العلمي والفني، وكثرة غير المتخصصين الذين يدرسون هذا التخصص دون علم بأن هذا التخصص هو فن مرتبط بالصناعة والتكنولوجيا، فن له علاقة وطيدة بالطباعة وتكنولوجيا المعلومات، وان 70% من خططه الدراسية في العالم هي تطبيق عملي الى جانب بعض المواد النظرية التي تنقسم ما بين المواد الالزامية الداعمة والتي تهدف الى تعزيز المصمم بقدرات خاصة تؤهله على ان يكون قادرا على خلق فكرة ذات نهايات وغايات مرتبطة بجمهور محدد من خلال استخدام تقنية محددة توظف لتنفيذ الفكرة ولتجعلها سهلة للتواصل مع الجمهور، ومواد اخرى ترفع من ثقافة المصمم ولكن لا علاقة لها باسلوب بناء الفكرة وشروطها ومناهج تنفيذها.
الهدف من الخطة الدراسية هي ايجاد مصمم فنان قادر على التعاطي مع متطلبات السوق الابداعية والتقنية، فالتصميم لمادة مطبوعة له مواصفات ومتطلبات تقنية خاصة تختلف عنه في تصميم مواقع الانترنت والاقراص المدمجة، بمعنى آخر لكل وسيط من وسائط تصميم الجرافيك فكرة خاصة وآلية تنفيذ خاصة ضمن فترة زمنية محددة وبشروط جمالية ووظيفية وتقنية محددة.
السؤال الآن كيف سيكون الامتحان؟
ما هي الأسس التي ستعتمد لذلك؟
من هو المتخصص القادر على وضع آلية للتقويم تربط النظرية بالتطبيق؟
هل الامتحان النظري هو اداة مثالية للتقويم ؟
هل كل مواد الخطة هي التي تحدد قدرة المصمم على التجاوب مع لغة السوق ولغة التطور الدائم؟
الحقيقة ان هناك مجموعة من المواد في الخطة الدراسية (النظرية والعملية منها) هي القادرة على تحديد مدى كفاءة الطالب المتخرج. ولذلك اتمنى ان لا يكون هذا الامتحان شبيه بامتحان الشامل لكليات المجتمع وما يؤول اليه، فهو ليس اختبار حقيقي وجميعنا يعلم ذلك خاصة في تخصص الجرافيك، يجب ان نفرق بين المصمم صاحب الفكرة المتميزة ا المصمم القادر على التحكم في برامج التصميم لصالح الابداع والتجديد، وبين المصمم القادر على تشغيل البرامج بامكانياتها أي ضمن مبدأ المدخلات والمخرجات ضمن دائرة محصورة. مع اننا نحتاج الى كليهما في السوق ولكن عند ترتيب الخطط الدراسية لكليهما كما يحدث عند تدريس المهندس ومساعد المهندس.
واعود لسؤالي كيف سيكون امتحان الكفاية حقيقيا وملبيا لأهدافه.
مصمم الجرافيك كالطبيب والمحامي في تخصصيهما، مهمته وضع حل لمشكلة ترويجية او توعوية وغيرها من خلال لغة بصرية بسيطة مباشرة قادرة على الاتصال.
نشر في جريدة الرأي الاحد 23 ابريل 2006
No comments:
Post a Comment