Friday, 13 May 2016

متطلبات تعليم التصميم في المستقبل

لن نختلف حول حقيقة التصميم بانه ممارسة ابداعية وابتكارية مقصودة هدفها تهذيب العالم وتعزيزه من خلال وضع الحلول المناسبة لاحتياجاته. إنه حقل الفعل والتخطيط، وابتكار التصاميم التي تناسب الاحتياجات الإنسانية العظيمة، ما بين تصميم يسعد الناس وآخر يدعمهم بالمعلومة. عالم مثير تلتحم فيه الكثير من المجالات في الفنون والآداب والعلوم الإنسانية، والاجتماعية، والعلوم البيولوجية والهندسة، والأعمال التجارية.
المصمم يستند الى عمليته التصميمية التي تحتضن استراتيجيات خاصة تعينه على وضع الحلول للمشكلة التي يصمم من اجلها ومن خلال خلق فهم لدى الناس والمجتمع حول طبيعة التصميم وتقنياته وقدرة التصميم على تلبية احتياجات الناس ورغباتها. لهذا يحتاج المصمم الى مهارات التفكير المختلفة التي تنير له طريق التفكير المنطقي والواقعي في اساليب بناء الفكرة وتنفيذها باستخدام قدراته التقنية. وهذا ما يضع المؤسسات التعليمية امام مسؤولياتها في خلق جيل قيادي مبدع واع ومدرك لدوره. حيث نعتقد ان التصميم يواجه مستقبلا غامضا، في ظل التحديات الاجتماعية والقيم الثقافية والتغير التكنولوجي والتي تتطلب من المصمم مهارات خاصة، حيث ستكون هذه من أولويات مؤسسات التعليم. الحاجة الى جيل مدعوم بالرؤية الخلاقة للمشاكل الجديدة، وهذه القدرة تعتمد على الفن والعلم، وتقتصر على عدد قليل من الأفراد وخاصة الموهوبين. لهذا، التصميم يحتاج الى أدوات وأساليب أفضل ، والمزيد من الفهم النظري والمزيد من اساليب البحث و التحليل، وأكثر من ذلك فهم كيف للفن والعلوم والتكنولوجيا والناس، ان تمتزج نظريا وعمليا على نحو فعال ومثمر.
للتصميم كعلم ومهنة قدرة خاصة على القيادة، وذلك لشموليته وارتباطه بكافة المجالات الحياتية وجميع التخصصات. والتصميم له ديمومة التطور لخصائص منها انه يعتمد على مهارات التفكير ونظمه في التصميم للتأكد من حله للمشكلة وضمان ذلك من خلال دمج النظرية في التطبيق على ارضية اعتبار ان الانسان هو المحور الرئيس لاي تصميم. وان التصميم والناس متناغمان لا يتجاهل احدهما الآخر.
لكي نرتقي بالتصميم الى الامل المعهود منه علينا ان نتجه الى وضع منهاج يجمع مهارات التفكير والعلوم والتقنيات وكل المعارف في الجامعة جنب الى جنب وبنهج تكاملي وحسب كل تخصص من تخصصات التصميم. منهاج يمكن الطلبة من تأطير المشاكل والاستراتيجيات التي تنسجم مع السياق المعاصر للتصميم، اكتساب الطلاب مجموعة من الأساليب والسلوكيات في التفكير التي هي سمة هامة في ممارسة التصميم. إعطاء مساحة اكبر للطلبة لممارسة العالم الحقيقي. يحفز الطلبة على التصميم الخلاق وابداع التصاميم التي تساهم في حل المشاكل الحقيقية، آخذا بعين الاعتبار احتياجاتهم واحتياجات الآخرين ومتطلباتهم. تعلم كيفية تحمل المخاطر المتوقعة، وأن يصبحوا مصممين مبتكرين، مغامرين وقادرين على اكتساب المهارات اللازمة للانخراط في عملية التصميم والتنفيذ ، وذلك باستخدام تقنيات ترتبط بالواقع و تركز على المستخدم للتصميم لتطوير الأفكار الإبداعية.

Wednesday, 27 February 2013

التصميم والمصمم

إن قدرة المصمم على ترتيب العناصر مع بعضها البعض هي التصميم، وهي الطريق التي يضع فيها المصمم قراءاته للفكرة على هيئة بصرية. التصميم بالنسبة للمصمم هو كل ما تعلمه اثناء دراسته من مبادي تصميم الجرافيك حتى ينتهي بمشروع التخرج. هو مشوار طويل من التجربة والخبرة في التعلم وهوكفاءات ومهارات مكتسبة تراكمياً، للأكاديمية دورا فيه وللمصمم نفسه الحصة الاكبر في التعلم الذاتي الناتج عن قدرته على ترجمة ما اكتسبه من مهارات وخبرات الى ادوات يمكن توظيفها في حياته المهنية,
في دراسته مارس المصمم العديد من التطبيقات المتنوعة منها ما تضمن الخيال ومنها ما هو بصري من عناصر جرافيكية (رسوم اصطلاحية ، صور وعلامات ورموز واشكال) احرف وكلمات ونصوص وحتى اسطح من مواد مختلفة ترتبط ارتباط عضوي بنهايات التصميم. سطح ورقي وآخر معدني وغيره زجاجي ويمكن ان تكون شاشة عرض مرئي. مراحل ما قبل الطباعة ومراحل الطباعة. 

البعض قد يقول ان التصميم ليس فناً، وهو حرفة ولا يحتاج الى موهبة بل تقنيات. ولكن الحقيقة تقر انه فن وحرفة والموهبة داعمة له نحو الابداع والابتكار. وهذه المسميات تفرض بنفسها على المصمم لكي يجعل من نفسه باحثا ومخططا وواضعا لبنود عمليته التصميمية. يحدد من خلالها آلية تنفيذ التصميم وكيفية التطبيق وعلاقاقت تصميمه بنهاياته وجمهوره المستهدف. انه ممارسة تطبيقية لفكر نقدي تحليلي ابداعي يتحدد على اساسها مفهوم التصميم الوظيفي والجمالي.لهذا قد نجد تصاميم جيدة ولكنها لا تصل الى حدود الابداع والابتكار او التميز، وحتى يكون هذا التصميم او ذاك متميزا وفي حيز الابداع لا بد من ان ينطلق من فكرة متميزة وهذا ما يجعله حل مثالي لمشكلة بصرية في العرض او التوجيه او الترويج.

من الطبيعي ان يبدأ المصمم بترجمة أفكاره منذ البداية من خلال الرسوم الأولية (sketches) بالرصاص او الحبر او اي قلم آخر يجيد المصمم الرسم به. تعبر هذه الرسومات الاولية عن الافكار التي يختزنها المصمم في عقله ويراها مفتاحا للسير بها الى الحل. البعض قد يندهش من فكرة الرسم ، او يستهزيء من هذا الطرح في ظل وجود الكمبيوتر( حالة تكاد تكون سبب في غياب دفر الرسم عن ادوات بعض الطلبة) ، علما بان ظاهرة الرسم الاولي عند المصممين ما زالت شائعة في العالم وعند استطلاعنا لمصممين مشهورين نجد بين صفحات مواقعهم نماذج لافكارهم الاولية وقد تم تطبيقها باستخدام الرسم اليدوي، وذلك لعلم المصممين باهمية الرسوم الاولية لعرض ودراسة افكارهم كنقطة انطلاق في مراحل تطوير الفكرة وتحديد الهدف والاستراتيجية المعتمدة على فهم المصم لنتائج بحثه حول الموضوع المطلوب تنفيذه والجمهور المستهدف وغير ذلك من امور مرتبطة بموضوع التصميم وتجيب على اسئلة قد يتعرض لها المصمم في عمليته التصميمية.

المام المصمم باجابة السؤال المتعلق بالسبب من وراء التصميم وتنفيذه (لمن يصمم وما هو المطلوب وكيف يوصل رسالته) ستدعوه بالتأكيد الى ان يصمم لتحقيق هذه الاهداف, فهو لا يصمم لنفسه وكيفما احب!
ومن المهم ان لا يتردد المصمم في البحث عن الاجابات المناسبة للأسئلة التي يواجهها ويمكن ان يأتي بها من زبونه او من خلال عملية البحث ليغدو على بينة من الامر.

المصمم الماهر يحرص على عدم الاستقرار عند فكرته الاولى والالتصاق بها كحل نهائي بل المطلوب منه اختيار الفكرة الامثل من بين مجموعة الافكار التي وضعت للغاية المرجوة لتحقيق هدفها الوظيفي والجمالي والولوج بفكرته نحو التميز. وبذلك يتخطى بعض المعيقات التي قد تواجهه في عمليته التصميميه باعتماده على ذكلئه، ومتابعته وثقافته التي تنتمي الى معرفته الواسعة او الشاملة التي تساعده على احتضان الافكار وبغزارة.

سعة اطلاعه وشمولية معرفته وخبراته المكتسبة ستساعده على انشاء قاعدة من المبادي والحاجات والمتطلبات الخاصة بعمليته التصميمية والتي يتفق عليها ايضا الجهة الطالبة للتصميم. ان امتلاك المصمم لمواصفات الاطلاع وشمولية المعرفة المدعومة بخبراته ستمكنه من امتلاك لغة تواصل خاصة ومقنعة لزبونه، وتساعده على تفادي بعض اراء زبونه التي عادة ما تكون ذاتية ( أحب أو لا أحب)، مما يجعل لغة المصمم اكثر مهنية وفي سياق المباديء التي اتفق عليها مع الزبون. انها ببساطة قدرة المصمم على الاقناع من خلال مخاطبة العقل من خلال اعتماده اسبابا وظيفية وجمالية للغته البصرية وفهمه لسيكولوجيا التصميم ومتطلبات العرض او التوجيه او الترويج.
هذه المعرفة هي عماد شراكة دائمة ومتوازنة بين المصمم والزبون يقذف بها بعيدا كبرياؤه واعتزازه بنفسه المرتكز الى العاطفة او الغرور وتقبله بعقل متفتح وواع للنقد دون ان يتأثر عمله. من هنا يبدأ بالنظر الى تصميمه بعين متفحصة ومنصبا نفسه مشاهدا لا مصممما فقط، مقيَما لعمله قبل مقابلة زبونه او عرضه لتصميمه ليتمكن من ادراك الحلول في وقتها وتحديد ادوات الاقناع.

قدرة المصمم على الابداع تأتي من خلال قدرته على الانتقال بسلاسة بين تفاصيل التصميم من البداية وحتى الوصول للغاية اي نهايات التصميم. وكونه مبدعا سيكون قادرا على نهج قراءة صحيحة للتصميم وعمليته التصميمية.

 نشر على صفحات موقع فنون الخليج في 27/2/2013

Monday, 25 February 2013

امتحان الكفاية لطلبة تصميم الجرافيك فـي الجامعات الاردنية

عند تناولي لهذا الموضوع فأنا لا انكر ابدا الاسباب الداعية لهذا الامتحان، ولا انكر ابدا حرص المسؤولين في التعليم العالي على نوعية التعليم في جامعاتنا الاردنية وحرصهم ايضا على ان يكون المنتج لمثل هذا التخصص ضمن المواصفات والمقاييس الدولية.
لهذا اقدر امتحان الكفاية الذي انضم اليه تخصص تصميم الجرافيك، هذا التخصص الضيف العزيز والذي لم يتجاوز عمره الاكاديمي 22 عاما وعمره المهني الحقيقي 16 عاما، هذا التخصص اليافع الذي يجهله الكثيرون، لا يعرفون ما هو ؟،وما الفرق بينه وبين رديفه فن الجرافيك وغيره من الفنون؟، وهذا اللغط نجده ان تتبعنا بعض الخطط الدراسية في بعض الكليات والاقسام الجامعية التي تدرس تصميم الجرافيك، وحتى في كليات المجتمع مما ادى الى اختلاط المهام وعدم كفاءة المنتج الخريج عند البعض القليلون، فأصبح كل متخرج هو مصمم جرافيك حتى من يحصل على دورة في مركز لخدمات الكمبيوتر لمدة 30 ساعة هو ايضا مصمم جرافيك.
الى جانب ذلك ندرة المتخصصون الذين هم قادرون على تدريس هذا التخصص بمفهومه العلمي والفني، وكثرة غير المتخصصين الذين يدرسون هذا التخصص دون علم بأن هذا التخصص هو فن مرتبط بالصناعة والتكنولوجيا، فن له علاقة وطيدة بالطباعة وتكنولوجيا المعلومات، وان 70% من خططه الدراسية في العالم هي تطبيق عملي الى جانب بعض المواد النظرية التي تنقسم ما بين المواد الالزامية الداعمة والتي تهدف الى تعزيز المصمم بقدرات خاصة تؤهله على ان يكون قادرا على خلق فكرة ذات نهايات وغايات مرتبطة بجمهور محدد من خلال استخدام تقنية محددة توظف لتنفيذ الفكرة ولتجعلها سهلة للتواصل مع الجمهور، ومواد اخرى ترفع من ثقافة المصمم ولكن لا علاقة لها باسلوب بناء الفكرة وشروطها ومناهج تنفيذها.
الهدف من الخطة الدراسية هي ايجاد مصمم فنان قادر على التعاطي مع متطلبات السوق الابداعية والتقنية، فالتصميم لمادة مطبوعة له مواصفات ومتطلبات تقنية خاصة تختلف عنه في تصميم مواقع الانترنت والاقراص المدمجة، بمعنى آخر لكل وسيط من وسائط تصميم الجرافيك فكرة خاصة وآلية تنفيذ خاصة ضمن فترة زمنية محددة وبشروط جمالية ووظيفية وتقنية محددة.
السؤال الآن كيف سيكون الامتحان؟
ما هي الأسس التي ستعتمد لذلك؟
من هو المتخصص القادر على وضع آلية للتقويم تربط النظرية بالتطبيق؟
هل الامتحان النظري هو اداة مثالية للتقويم ؟
هل كل مواد الخطة هي التي تحدد قدرة المصمم على التجاوب مع لغة السوق ولغة التطور الدائم؟
الحقيقة ان هناك مجموعة من المواد في الخطة الدراسية (النظرية والعملية منها) هي القادرة على تحديد مدى كفاءة الطالب المتخرج. ولذلك اتمنى ان لا يكون هذا الامتحان شبيه بامتحان الشامل لكليات المجتمع وما يؤول اليه، فهو ليس اختبار حقيقي وجميعنا يعلم ذلك خاصة في تخصص الجرافيك، يجب ان نفرق بين المصمم صاحب الفكرة المتميزة ا المصمم القادر على التحكم في برامج التصميم لصالح الابداع والتجديد، وبين المصمم القادر على تشغيل البرامج بامكانياتها أي ضمن مبدأ المدخلات والمخرجات ضمن دائرة محصورة. مع اننا نحتاج الى كليهما في السوق ولكن عند ترتيب الخطط الدراسية لكليهما كما يحدث عند تدريس المهندس ومساعد المهندس.
واعود لسؤالي كيف سيكون امتحان الكفاية حقيقيا وملبيا لأهدافه.
مصمم الجرافيك كالطبيب والمحامي في تخصصيهما، مهمته وضع حل لمشكلة ترويجية او توعوية وغيرها من خلال لغة بصرية بسيطة مباشرة قادرة على الاتصال.

نشر في جريدة الرأي الاحد 23 ابريل 2006

Saturday, 9 February 2013

التـفـكـير بصــــــريا

كيف للمصمم ان يمارس التفكير البصري، المصمم المبدع يفكر في كل ما يراه وما يمكن ان يفكر به. فالمصمم الفنان يمتلك عينأ تختلف عن الانسان العادي، عينه تتبصر الأشياء بطريقة مختلفة اكثر عمقا وتحليلا. عين المصمم لا تتعامل مع القشور بل تقرأ فيما وراء السطح الخارجي. وبناء على هذه الحقيقة نجد أن المصمم المبدع قادرا على وضع الحلول البصرية الكفيلة بخلق حالة الاتصال البصري على ارضية فكرية مفاهيمية تعتمد البحث والتجريب.
المصمم المبدع يتبنى عناصر العملية التصميمية بنفس القدر من الاهتمام بالحل التصميمي ومن خلال مروره بالعملية الابداعية. وهنا نؤكدعلى مبدأ العملية التطبيقية لان في تصميم الجرافيك حل المشكلة البصرية والعملية الابداعية يحدثان متزامنين كنتاج لعملية متكاملة غير منقوصة وهما امرأ واقعا. ان لم يستطع تصميم الجرافيك (من خلال الجمالية والوظيفية اللذان يرتكزان الى الفكرة الابداعية) تحقيق غايات التصميم النهائية في الاتصال والتحفيز ، يصبح التصميم كالانسان الذي يتحدث الى نفسه.
تصميم الجرافيك ليس بمعزل عن الحقيقية انه فن وصناعة ابداعية قد تكون تجارية تسويقية توعوية أوارشادية من نتاج قدرات المصمم الفكرية والفنية والتقنية وقدرته على التخطيط لتوظيف مهاراته وكفاءاته في تحقيق رغبات زبونه واقناع جمهوره واختياره للمواد والوسائط والوسائل التي تخدم تصميمه، وبالتالي تحقيق حالة الاتصال البصري المتكاملة.

تصميم الجرافيك حالة ابداع ذكية تحدث اتصالاً بصرياً. لهذا نقول لمن يريد ان يسلك طريق تصميم الجرافيك ان التصميم فكر وليس فقط اداة نستخدمها كبرامج التصميم، هو فن توظيف كافة الادوات لخدمة فكرة التصميم في تحقيق غاياته. التصميم يعكس مستوى واسلوب تفكير المصمم ومدى نضوجه فنا وثقافة وادارة وسلوكا وخبرة وابداعاً.
التصميم يتطلب قدرة المصمم على خلق روابط فاعلة بين الابداع كحالة وعملية متسلسلة والعملية التصميمية كبحث وتحليل واقتراح وتقييم واختيار للتصميم كحل مناسب، الهدف منه التواصل وايصال الرسالة المرجوة للتحفيز والاقناع وتحقيق رغبات الزبون. تحقيق حالة التبادل في المنفعة بين احتياجات الجمهور المستهدف في منتج او خدمة او اي شكل من اشكال او ادوات الاتصال وبين مصدر المنتج او الخدمة.

المصمم في نظر ممارسي التصميم والمنظرين له هو واضع الحلول البصرية لمهام مختلفة في الصناعة البصرية مطبوعة كانت او مرئية الكترونياً. فهو صياد في البحث عن الحلول الملائمة. المصممون الجيدون عادة ما يمارسون الية او اليات محددة للولوج الى الفكرة منها:

• تحديد الهدف من التصميم المراد تنفيذه: 
لماذا نصمم ولمن؟ ما هي غاية ووظيفة التصميم المطلوب؟ من هو الجمهور المستهدف؟ ماذا فعل الآخرون في هذا الاتجاه؟ اين يقع التصميم المراد تنفيذه ضمن استراتيجية التسويق؟ 
• وضع استراتيجية العمل: كيف وما هي الخطوات اللازمة؟ 
ما هي ميزاينية العمل؟ ومتى هو مطلوب؟ كيف يتوقع شكله النهائي؟
• البديء بعملية البحث وجمع المعلومات حول موضوع التصميم؟ 
جزء من هذه المعلومات سيأتي بها الزبون حول المنتج او الخدمة والجمهور المستهدف والمنافسين ؟ والتصاميم المنفذه ضمن نفس الحقل. ولكن المصمم بحاجة الى اضافات معرفية تعينه.
• مشروع الفكرة: فكرة التصميم هي حالة ابداعية وهي التي تميز بين المصمم المبدع المتميز او المصمم التقليدي.
• تطوير الفكرة: نقطة الانطلاق نحو فضاء رحب في تطوير الفكرة فنيا ووظيفة من خلال فهم المصمم لموضوعه من خلال حجم ونوعية المعلومات التي تم تحليلها بعد تجميعها. وقدرته على اجابة الاسئلة التي تدور حول ماذا يريد وكيف يتواصل من خلال رسالة محددة وموجهة، كيف يقنع زبونه وجمهوره من خلال استخدام ذكائه.
• التصميم النهائي: وضع جميع عناصر التصميم في مكانها متكاملة ومتناغمة و ينتهي بها المصمم عبر العملية التصميمية. 

قدرات وثقافة المصمم تحددان مدى حنكته في جمع المعلومات الكاملة وتحليلها تحليلا دقيقاً وتساعده في وضع التصميم المناسب وتجنب تغييرات وتعديلات الزبون، وتمكنه من امتلاك مهارة التواصل مع زبونه واقناعه واكتساب احترامه. وللحديث بقية ان شاءالله.

Thursday, 15 November 2012

مهمتي كمدرس للتصميم!


 

سؤل يراودني في كل لقاء مع الطلاب في قاعة المحاضرة. كيف لي أن اعرف مدى استيعابهم للمادة المطروحة عليهم وكيف لي ان اتأكد من اكتسابهم للمهارات والقدرات المرجوة من هذه المادة او تلك خارج اطار ادوات التقييم التقليدية؟

 

كبف يمكن قياس قدرة الطلبة على ترجمة ما تعلموه وعكسه على ممارستهم في الجامعة او الكلية ومستقبلا ميدان العمل.  هذه الأسئلة وغيرها تأخذ من الأهمية اعلى مراتبها، فالهدف العام من العملية التعليمية في مجال التصميم او غيره هو ايجاد كوادر اكاديمية قادرة على اتخاذ القرار المناسب في الزمان والمكان المناسبين وذلك استنادا الى خبرتهم المكتسبة  اثناء دراستهم لصقلهم وتحفيزهم على استخدام الحلول المثلى لما يواجهونه في ميدان العمل.

 

هل انا او غيري نركز جدياً على الوسائل الخاصة التي تمكن الطلبة  من دراسة تجاربهم وتحسين الطرق التي يعملون بها، من خلال تدريبهم على تقييم العمل ومراحله و الاستفادة منها ومن الخبرات والكفاءات التي تم اكتسابها في عملية اختيار الحلول وافتراحها وتقييمها. هل نتأكد نحن من ذلك؟

 

هل نلحظ ان الطالب قد تقدم في ادائه وتطورت شخصيته من خلال تطور مهاراته وطرق تفاعله مع زملائه؟

 
لا بد لي كمدرس من التركيز على ممارسة ما يعرف باسم الممارسة الفكرية بالتغذية الراجعة والتي تعني القدرة على التفكير في العمل من اجل الانخراط في عملية التعليم المستمر حيث تعتبر من اهم الخصائص المميزة للممارسة المهنية. فهي ترتكز الى ايلاء الاهتمام للقيم العملية والنظريات والتي ترصد التصرفات اليومية من خلال دراسة الواقع تأمليا وغريزيا للوصول الى رؤى تأملية فكرية.

 
ان الممارسة الفكرية بالتغذية الراجعة تعتبر اداة مهمة لضبط العملية التعليمية المعتمدة على الممارسة والتي يتعلم الطلبة فيها من خبرات ممارستهم العملية ونتائجها وليس من عملية التعليم التقليدية واساليب نقل المعرفة والتي قد تفتقر الى تحفيز الطلبة على التفكير العميق بالاشياء والبحث فيها. واسقاط ما تعلموه او اكتسبوه من مهارات وقدرات على مشاريعهم لصقل تجربتهم وخبرتهم وتهيأتهم للتناغم مع لغة ميدان العمل المستقبلية. فالطالب يجب ان يعرف تماما لماذا وصل بالفكرة الى ما وصلت اليه وما هي غايلتها ونهاياتها عبر طرح الاسئلة التي  توصله الى المراد . من هذه الأسئلة ما اعتمدها جيبس في عملية المراجعة الفكرية والتأملية وهي:

الوصف - ماذا حدث؟

المشاعر - بماذا أفكر وأشعر حيال ذلك؟

التقييم - ما هي الإيجابيات والسلبيات؟

التحليل - ما المعنى والامكانية الفعلية للعمل؟

الملخص - ماذا امكنني ان افعل غير الذي فعلته؟

خطة العمل - ماذا سأفعل في المرة القادمة؟


الملاحظ في هذه الممارسة انها قد تمر في مرحلتين ، الاولى منها مرحلة التأمل او التفكير بالعمل كعملية  والمرحلة الثانية هي التأمل في العمل نفسه. المرحلة الاولى تتضمن  التفكير الاستدراكي والمستقبلي عبر التحليل والتجربة والاستجابة للغاية. اما المرحلة الثانية فهي تتطلب التفكير التتابعي للعمل، مناقشة العمل نفسه بطبيعته.

هذه الممارسة تتطلب مني كمدرس تقييم طرق التدريس وتحديد المناسب منها للطلاب معتمدة على اهتمامي بالجميع وبالعواقب الاخلاقية لاجراءات محددة في قاعة المحاضرة وتأثيرها على الطلبة. ويكون استخدامها نابع من مفهومي لعمليتا التعليم والتعلم على انهما معقدتين وعدم وجود نهج واحد محدد ومعتمد لهما. نرى ذلك جليا في اسقاطاتهما على  الطرق المختلفة في التدريس والتجارب السابقة والحالية فيها والمؤثرة لتحسين ممارسات التعليم واساليبه.

 
انا كمدرس ومن خلال فهمي للممارسة الفكرية واسقاطاتها ستساعدني في تحديد مفهوم المعرفة المهنية الناتجة عن مجموع خبراتي  اثناء العملية التعليمية وجعلها جزءا مهما في عملية صنع القرار لدى الطلاب. هنا اجد نفسي خارج اطار الضابط للقاعة التقليدية (الملقن) الى الممارس التأملي الناقد  عبر فكري التحليلي  وبقائي محركا رئيسا في بيئة ديناميكية فاعلة داخل المحاضرة.

Wednesday, 28 March 2012

القيم من وراء مهنة تصميم الجرافيك



يعد تصميم الجرافيك كباقي تخصصات التصميم جزءا مهماً في حياتنا ، فهو مطبق في اغلب مناحي الحياة ومرتبط بأغلب العلوم الأخرى كالفنون التشكيلية والعمارة والفلسفة والتسويق واللغة والبلاغة والادب والعلوم والسياسة والاقتصاد وعلم الإجتماع .
مثل هذه العلاقة تتقاطع وتجعل من تصميم الجرافيك سلطة اقتصادية من خلال نفوذه في التجارة والتسويق حيث يعد احد اهم عوامل تحقسق نجاح المنافسة وكسب رهانها وخاصة حين تكون بيئة المنافسة مرتكزاً الى اهمية وظيفته وقيمته العملية. وما يمثله كل من المنتج او الخدمة من قيمة تمثيلية متميزة ترتكز الى دور التصميم المهم والحيوي في تحقيق حالة الاتصال عبر تأثيره العاطفي والرمزي مابين المنتح او الخدمة والجمهور المستهدف. بالتركيز على الحالة النفسية للجمهور بدغدغة عواطفه وتحفيزه على اتخاذ القرار الارادي في التغير ايجابا اتجاه المنتج او الخدمة. معتمدا في ذلك على معرفة المصمم المسبقة والمستندة الى قراءته الصحيحة لملخص طلب التصميم من الزبون او مديره الفني. معرفته للجمهور المستهدف و ذوقهم، خبرتهم و معرفتهم، وضعهم الاجتماعي والاقتصادي والنفسي حتى يمكنهم من الاختيار تحت تأثير تصميمه.

هذه هي اهمية وقيمة تصميم الجرافيك لنا جميعاً، ليس للتسويق والترويج فقط بل اهميته كقوة ثقافية واداة من ادوات التأثير الاجتماعي بعيداَ عن الترويج والسياسة والصحة والرياضة وغيره. فهو يؤثر على تصرفات الناس ومعتقداهم الاجتماعية سواء في تصميم الملصق او اللافتات الخارجية فهو يوجه الناس في حركتهم وفي التعليم عمل على تطوير وسائل التعليم والتعلم البصرية وادواتهما. كل ذلك من خلال توفيره لاداة الاتصال البصري التي قد تؤثر على السلوك الاجتماعي للناس وتغيره.
والمصمم هو الباعث لهذه الحالة الابداعيةالتفاعلية الهادفة من خلال مساهمته بافكاره التي لا بد لها ان تتوافق مع متطلبات مجتمعه عبر معرفة احتياجاته وتعزيز اقتصاد زبائنه.
المصمم يطرح افكاراً وينقل رسالة لحث الجمهور وتحفيزه على التغيير مما يشكل سلوكا اجتماعيا وتنبوء بمتغيراته مستقبلاً.
هل يدرك مصمم الجرافيك ذلك؟

هل يدرك ضرورة ان يكون ممنهجاً ومنضبطاً لتغذية واقعيته وليصنع افكارا ابداعية مستندة الى توقعات عامة الناس. ليجعل افكاره هذه حاملة لمجموعة متنوعة من الاعتبارات ذات الطابع الابداعي والعملي والاجتماعي في آن واحد دون أي تدخل لميوله او اعتباراته الشخصية.  
وان نشاط المصمم نشاط مزدوج بين الابداع والتكيف مع احتياجات هذا الابداع ومتطلباته وهذا ما يدعو الى رفع مستوى القيم في تصميم الجرافيك، وفي نفس الوقت يجعل من مهمة مصمم الجرافيك " الحقيقي" مهمة شاقة خاصة عندما تتعارض رؤيته الفنية مع المعايير الاجتماعية. فالمصمم غايته ارضاء الجمهور المستهدف دون وضع نفسه في سجن من النماذج والافكار المألوفة والروتينية التي تسقط ويسقط معها مصممها. لانها تخلوا من اية جهد بحثي ومعرفي وتحليلي مما يجعلها نمطية.
يتطلب من المصمم ذهن واعي ومتفتح و ثقافة شاملة تمكنه من النظر بعيداً لما وراء الافق. مستفيداً من التحديات والمعيقات والصعوبات بحدسه المهني المرتكز الى القراءة السابقة والبحث والتحليل والتغذية الراجعة ليتمكن من التفكير خارج الصندوق. قادرا على ابداع مبتكر والتأثير والتحفيز ليصبح مصمما ذو استباقية اجتماعية في وضع حلول بصرية كونه يعيش في عمق المشكلة البصرية لتحقيق غايات انسانية، من خلال كافة وسائط الاتصال البصري. 
المصمم هو فكر استراتيجي وهذا ما يميز المصمم الحقيقي في المهنة.





التدريب الميداني والملكية الفكرية

مع ازدياد أهمية تصميم الغرافيك في الوسائط المتعددة، ومنها المطبوع والمرئي الرقمي، تزداد فرص العثور على وظيفة مصمم غرافيك، والتي تكاد تكون موجودة أكثر من أي وقت مضى، إلا أنها تتوقف على مستوى مؤهلات الخريج ومهاراته، خاصة وأن كل صناعة تعتمد على خدمة محددة مقدمة من مصمم الغرافيك، سواء كان في إنتاج المواد المطبوعة أو تصميم الصور والنصوص الإلكترونية.

ووكالات الدعاية والإعلان والتصميم التي توظف مصممي الغرافيك، تأمل منهم إيجاد حل للمشاكل البصرية بأسلوب بلاغي وظيفي؛ تلك الموجودة في تصميم الغرافيك، والتي تتطلب استخدام أنجع وسيلة للتواصل عبر رسالة محددة، سواء من خلال المطبوعات، أو الفيلم والوسائط الإلكترونية، أو من خلال شبكة الإنترنت.

وتختلف الواجبات الوظيفية لمصممي الغرافيك تبعا لنوع الحقل الذي يعملون فيه. فقد نجد العديد من المصممين يمارسون مهام من حيث التصاميم تخدم الترويج أو العرض للمنتج أو الخدمة، ويمكن أن تكون على شكل لافتة أو علبة أو شعار أو بروشور. وقد يكون عملهم على شبكة الإنترنت، وتطوير مواد لصفحات الويب ووسائل الإعلام التفاعلية والوسائط المتعددة.

المناهج الدراسية لبرامج تصميم الغرافيك عادة ما تشمل الفن التشكيلي، ومبادئ التصميم والفنون الحرة، والنشر المكتبي والتصوير الرقمي، ورسومات الحاسوب، والرسوم المتحركة (فلاش)، والطباعة وتقنياتها، وتصميم العبوة، وتصميم وسائط التسويق والإعلان. هذا بالإضافة إلى التدريب والتأهيل الفكري والعملي وتلك المهتمة بتصميم الغرافيك، والتي تعتمد على الإبداع من خلال البحث والتحليل، والقدرة على الإدارة والعمل ضمن الفريق، والتواصل الجيد وامتلاك مهارات مكتسبة لحل المشاكل، والقدرة على التكيف مع المتغيرات.

ومن ثم، فإن التدريب الميداني لم يقر لكي يحتسب فقط ضمن ساعات الخطة الدراسية، وأن يكون مهمشاً من قبل بعض المؤسسات الأكاديمية والمهنية. والتهميش يأتي من اللامبالاة، كما هو جلي في عدم تهيئة الطالب في السنوات التي ينهيها قبل تأهله لمرحلة التدريب الميداني، والاصطدام بواقع يكاد يكون مجهولا رغم بساطته، ما أدى أيضا إلى عزوف بعض المؤسسات الجادة عن قبول الطلبة الراغبين في التدرب.

التدريب الميداني هو الفرصة الفريدة للطالب والمؤسسة لتقييم المهارات والمؤهلات المكتسبة من العملية التعليمية، وأهمها آلية إنتاج الفكرة وتطويرها وتنفيذها، والعمل ضمن الفريق، والعمل في بيئة مرتبطة بالزبون وضغط العمل، ومتطلبات مراحل ما بعد التصميم، والبلاغة اللفظية في التعبير عن فكرة العمل وفلسفته. وبالتالي إغناء ملف الطالب بأعمال إضافية غير المنفذة داخل المؤسسة الأكاديمية.

لا بد من تطوير آلية خاصة لمخاطبة المؤسسات والشركات داخل قطاع صناعة التصميم من قبل المؤسسات الأكاديمية التي تبعث بطلبتها إليها. وعلى الجانب الآخر، تعزيز الثقة ما بين القطاع الصناعي للتصميم وعدد من المؤسسات الأكاديمية، وتأكيد الشراكة الحقيقية، والتي تفرض ضرورة إعطاء الفرصة وخلق دور للكوادر المتميزة ضمن قطاع التصميم (فكرا وعملا وأداء)، من خلال النشاط المنهجي واللامنهجي. وهذا لن يتحقق إلا باليقين بأن نتائجه ستنعكس إيجابا على أداء أقطاب هذه الشراكة واقتصاد الوطن. فليس من المنطقي أن تبقى حالة الإقصاء قائمة بين الأقطاب في التعليم والتدريب والتي يدفع ضريبتها الطالب.

عدد المؤسسات الأكاديمية التي ترسل طلبتها للتدريب الميداني كبير جدا، وعدد الطلبة المتقدمين أكبر، وهذا يكون فجأة وقبل أسابيع من بداية المساق الخاص بالتدريب الميداني. والحقيقة أن عدد المؤسسات الجادة والراغبة في التدريب يكاد يكون محدودا (وهذه التي تعي دورها وأهميته في عملية التدريب الميداني).

وهذا التدفق الغزير للطلبة قد يربك المؤسسات. والجزء الأكبر من الطلبة يتوزع بين المؤسسات التي تلهث وراء تدريب "س" أو "ص" شكلا وجنسا، أو للقهوة والشاي وأعمال السكرتارية. وهناك من يقبض ثمن التقرير المقدم للمؤسسة الأكاديمية عن الطالب بتقدير ممتاز، دون دوام مثبت للطالب داخل المؤسسة، إضافة الى مجموعة أعمال من المؤسسة تضاف إلى ملف المتدرب على أنها انجازه. يضاف إلى ذلك مواجهة الطلبة بغياب المؤهلين لتقديم المعلومة في عملية التدريب، أو الفوقية في التعامل، خاصة ممن امتلكوا الخبرة العملية دون تعليم، وذلك لعدم الوعي بالفرق بين المصمم المتخرج من المؤسسة الأكاديمية والمصمم المنفذ.

إن التدقيق في أداء العملية التدريبية داخل القطاع الصناعي يحمل المسؤولية للمشرف الأكاديمي وعدم اكتراثه لمسار العملية التدريبية وحقيقتها وجديتها لتحقيق أهدافها وغاياتها، كما عدم وجود متابعة ومراقبة جادة. والطالب في غياب الجدية في الأداء والمراقبة يلهث وراء العلامة، والتي لا يعي حقيقتها إلا عند جلوسه في البيت عاطلا عن العمل.

وعدم وضوح الأهداف والغايات للعملية التدريبية، ومدى جدية المؤسسة في تحقيقها، تعطي مبررا لبعض المؤسسات في قطاع التصميم للاستهتار.

مثل هذا الوضع يتطلب تنسيقا رسميا لوضع قواعد شراكة أكاديمية مهنية، كما هي عليه في الدول المتقدمة، وعلى قاعدة رفع مستوى التعليم في وطننا الحبيب على أساس المشاركة الفاعلة لا الندية. فلا بد من إيجاد لغة مشتركة تدفع العملية التدريبية لأن تأخذ دورها المنوط بتحقيق أهدافها وغاياتها.

هناك بعض المؤسسات ( قليلة العدد) التي تسمح لنفسها باستغلال الطلبة المتميزين بالتحايل عليهم من خلال الاشتراط بتنفيذ بعض الأعمال على قاعدة قبولهم أو رفضهم للالتحاق بالتدريب. والبعض قد رفض الطلبة واستخدم أعمالهم، والبعض يلجأ إلى تسجيل أعمالهم كحق شخصي، والبعض نجح والبعض الآخر واجه عقبات لن أتطرق إلى تفاصيلها وذلك لكونها ثغرة ناتجة عن عدم تدريس مفهوم وضوابط وأشكال الملكية الفلكية، مع أنها إحدى أهم القضايا التي يتطلب من المصمم إدراكها ووعيها.

لا بد من عقد ورش عمل من قبل المؤسسات المختصة بالملكية الفكرية داخل المؤسسات الأكاديمية للفنون والتصميم خاصة، لتوعية الطلبة بالملكية الفكرية، والتنسيق فيما بينهما لسد الهوة والوصول إلى آلية تفاهم، أو من خلال طلب رسالة تغطية من المؤسسة الأكاديمية تفيد بأن هذا العمل هو من وحي إبداع الطالب وتم الإشراف عليه. مع ضرورة فهم الجهات المختصة لخصوصية الفن والتصميم ودور المصمم ووظيفة العمل المراد تسجيله وغاياته. وبهذا نضع حداً للتلاعب ونحمي الطالب المبدع. لأن إدراك الطلبة لحقيقة الملكية الفكرية يعزز مبدأ الرقي في الإبداع على المستوى الأكاديمي والمهني