Wednesday, 18 May 2011

انعدام الإحساس بالإبداع عند البعض من طلبة التصميم

ساعدتني معرفتي على قراءة إحداثيات تدريس التصميم في اغلب جامعاتنا الى جانب احتكاكي الدائم بالكليات جعلني على علم ومعرفة بما يعتقده البعض من الطلبة وبعض الأكاديميين إلى جانبهم. حيث يعتقد أن الإبداع هو حالة فطرية في حين يرى آخرون انه يكتسب بالتعلم وأركز هنا على " التعلم" وليس الدراسة. الفطرة والتعلم في الحقيقة أمران ضروريان على حد سواء في التصميم بكل إشكاله الجرافيك أو الداخلي او الصناعي وغيره. وهذا يعتمد في الحقيقة على بيئة الطالب قبل دخوله الجامعة او الكلية وكذلك أسلوب تنشئته ، كلاهما يلعبان دورا هاما في بناء غرائزه الإبداعية. في العادة نحن نولد بقدرات متساوية نسبيا، باختلاف محدود في نضوج هذه القدرات . وما تحتاجه هذه القدرات هو رعايتها بشكل صحيح من أجل جني ثمارها.

دعوني اقر هنا أن جميع مصممي الجرافيك، أياً كان مستواهم صغيراً أو كبيراً، يملكون مستوى محدد من الإبداع المختزن في داخلهم وهذا الإبداع لن يكون أبدا مطلقا ثابتا. فهو قابل للتطور بشرط عدم وجود معوقات واقعية تمنع عنه مصادره المتوفرة والمتعددة عن أداء دورها في تحفيز الإبداع لدى المصمم إلى مستويات تفوق الخيال.

وهناك مستويات محددة لتحفيز الإبداع وعلى الطالب أن يعرف أين يقف من هذه المستويات ومن اين يبدأ. الملاحظ أن في جامعاتنا وكلياتنا معضلات قد تعيق هذه المستويات ومنها :

- الطريقة التي يقيم بها تخصصي الفنون والتصميم من قبل الجهات المسؤولة عنه والتي على اساسها يتم قبول الطلبة في هذا التخصص.

- عدم وجود ثقافة اسمها "ثقافة التصميم" (بتخصصاته) في المدرسة والمجتمع ومعرفة بدور التخصص والمصمم كمنتج.

- الهروب الى هذا التخصص من قبل بعض الطلبة لعدم تمكنهم من دراسة التخصص الذي يرغبونه.

- غياب امتحان القدرات الحقيقي.

- غياب الاستراتيجية التي ترتبط بمتطلبات السوق المحلية.

- تدريس التخصص في بعض مؤسساتنا الأكاديمية كموضة يقبل عليها البعض.

- زيادة في التدريس وقلة في الأكاديميين الممارسين خاصة في الجرافيك.

تجعل هذه المعضلات الطالب المتمكن واقعا تحت تأثير النمطية و الروتين، لغياب روح وبيئة المنافسة الحقيقية. حيث ان النسبة العظمى من الطلبة اتت لتدرس وليس لكي تتعلم. بعضها لا يريد ان ينفذ تمارين مكثفة فهذا اجهاد ولا يريدون اتباع اصول العملية التصميمية في البحث والتصنيف والعرض والتقييم والانجاز النهائي والفعلي فهم لا يقدرون على اتباع او الالتزام بمثل هذا النظام. لا يريدون العمل داخل المرسم او المختبر ولايريدون ان يثقل كاهلهم بحمل الادوات ومتطلبات المادة. لذلك نجد البعض يريد ان يعمل في البيت وان ياتي لتسليم عمله في اليوم المقرر.

لهذا، وللأسف ان تم تفحض بعض مؤسساتنا الاكاديمية ستجدون جدرانها واللوحات الاعلانية مزينة بعدد كبير من اعلانات الانذار الاولى والثانية والنهائية لتمادي الطلبة بالغياب. البعض يريد ان يغطي النسبة المسموح بها والآخر يقول جهرة لا احد يستطيع حرماني او" بتمُر".هذه جميعها معوقات للابداع.. لأن حامل الابداع لم ياتي لتكويره ولا يريد صيانته وتطويره. ومن لديه الرغية الحقيقية في تحفيزهذا الابداع محاط بالمحبطين و مجهد. فكيف لبيئة يغيب عنها النظام بمفهومه الشامل وحالة التنافس الابداعي ضمن بيئة اكاديمية سليمة ان يبدع.

عند تفحص مستويات الابداع نجدها كالآتي:

عندما نستقبل الطالب في السنة الأولى فهو كالرضيع في وضعه, حيث تكون حالة الإبداع لديه في مستوياتها الأولى وهنا يتطلب منه معرفة أساسيات التصميم، وهو يكاد يكون معدم معرفيا، ولا يملك أدنى خبرة او معرفة في التخصص. وان عرف الاسس البدائية مع تخرجه من المدرسة سيكون هذا الأمر جيداً. لهذا يكون غياب المعرفة بالتخصص وقلة الخبرة سبباٌ في محدودية الإبداع لديه.

المرحلة التالية وفي الوضع النموذجي هي الفترة التي يدفع الطالب بطاقاته لبديء المرحلة الحقيقية. يدخل في مرحلة العصف الذهني والبدء بالمرحلة التنفيذية مرتكزاً على مهاراته الإبداعية ومدى تطورها وزيادة اطلاعه لزيادة خبرته. واجباته ومهامه تتطلب منه الوقت الكبير لكي تنجز، فمحركات الخيال والإبداع لديه ما زالت باردة وغير متهيئة لتدوير عجلتها.

مرحلة تنتظم حول المتعلم الكسول.وهذه ليست بالضرورة فهمها على انها أداة تهجم وإنما أداة قياس للمستوى الذي يكون فيه الطلبة بطيئون في التقاط الأشياء لكونهم تعودوا على الحصول عليها دون عناء التفكير والتحليل بل بالتلقين وليس معرفة أساس الشيء. نعلم الجواب وليس كيف اتي هذا الجواب. ومع هذا، بعضهم يتوق للمعرفة والتعلم وتوسيع نطاق حدود الإبداع لديهم. علما بان غياب مثل هذه المهارات لا يمنحهم القدرة على معانقة الأفكار الجديدة.

الـتأييد التام، مرحلة يود جميع الطلبة دخولها مع دخولهم المجال التنفيذي في السنوات المتقدمة. يعملون على تطوير مهارات حل المشاكل وطرق الحصول على درجة عالية من الإتقان في تنفيذ الأعمال. بداية انطلاق شعلة الإبداع وخصوبته، حيث تبدأ محركات الخيال لدى الطالب بالتألق وبجنون. ومع ذلك لا بد من الحذر فهذه لا تعتبر المرحلة النهائية. لماذا لان الطالب في هذه المرحلة قد يصاب بداء الغرور كنتيجة لثقته المفرطة بنفسه وقدراته. التحدي مهم لان الطالب لا يعرف المحدودية والحرية في التخصص.

الابتكار، للأسف قليلون هم من يستطيعون الركب بهذه المرحلة، مرحلة الابتكار، أنهم يحاولون جهدهم بصعوبة. في هذه المرحلة قد يصل بعض الطلبة إلى درجة المهارة في إنتاج الأفكار ولكن تتطلب منهم توليدها بطريقة ناضجة وتنفيذها بطريقة مختلفة. ومن يصل الى هذه المرحلة،هؤلاء يتطلب احتكاك الطلبة بهم، هذا مهم ومنحهم فرصة شرح منهجهم أيضا مهم لكي يتعلم الآخرون منهم.

إتقان اللعبة، مرحلة النخبة والتميز حيث يصل الطلبة إلى مرحلة التميز والأصالة. المرحلة التي يولد فيها من يبدع ليصل إلى المفقود. فنقول عمله مفقود أي لا مثيل له. هؤلاء يبحثون عن أفضل الطرق المبتكرة للتحدي والابتعاد عن التكرار والتقليدية. قادرين على إبداع النفيس من البخس. ومع هذا فهي ليست المرحلة النهائية ولا يوجد حدود للإبداع.

بهذا يتعرف الطلبة على المستويات الإبداعية لكي يحددون وجهتهم وعلى القائمين والمشرفين على الخطط الدراسة إدراكها لصنع البيئة المناسبة والنظم الكفيلة. والتأكد من ان هذه المستويات معمول بها. و هي واضحة ويمكن فرز مخرجاتها بناءاً على مفهومها.

لا بد من أن ننتبه إلى نوع هذه البيئة التدريسية في مجال الفنون والتصميم ووضع إستراتيجية خاصة لذلك وإلا سيكون منتج معظم المؤسسات الأكاديمية بعيد عن متطلبات السوق في ظل المتغيرات المتسارعة وخوفا من أي يكونوا عوناً في زيادة حجم البطالة ان حسبنا حجم السوق الأردني وما تنتجه سنوياُ 12 جامعة و22 كلية تدرس الفنون والتصميم. الى جانب المراكز التقنية التي تدرس فن قيادة برامج التصميم وليس التصميم.

Saturday, 14 May 2011

التكعيبية كأحد التأثيرات الحديثة على تصميم الجرافيك

ظل الفنانون منذ العصور القديمة حتى أواخر القرن التاسع عشر يتنبؤون بمحاكاة الأشكال الطبيعية المرئية في الأعمال التشكيلية كافة التي نفذوها , إلا أن مطلع القرن العشرين شهد تغيراً جذرياً في تاريخ الفنون , حيث بدأ الفنانون يهتمون بابتكار وسائل جديدة للتعبير عن تصورهم للفن حتى يلائم التطور الحضاري الذي يحدث في العالم الحديث ونتج عن هذه التغيرات ظهور ثلاث مدارس فنية في نفس الوقت تقريباً التكعيبية في فرنسا والتعبيرية في ألمانيا والمستقبلية في ايطاليا.‏ وبطبيعة الحال تصميم الجرافيك لم يكن بعيداً عن هذا الحال، فقد وقع تحت تأثير هذه الاتجاهات وغيرها وتاريخ تصميم الجرافيك حافل بالعدي من الامثلة، وهذا ما يدعونا دائما لدراسته وتتبع مراجل تطوره.


المدرسة التكعيبية هي اتجاه فني ظهر في فرنسا في بدايات القرن العشرين الذي يتخذ من الأشكال الهندسية أساسا لبناء العمل الفني إذا قامت هذه المدرسة على الأعتقاد بنظرية التبلور التعدينية التي تعتبر الهندسة أصولا للأجسام .

نشأت التكعيبية بعد المدرسة التأثيرية سنة 1907م كرد فعل من الفنانين التكعيبيين على المدرسة التأثيرية التي اعتمدت فلسفتها على النظرة المباشرة للأشياء وما تراه العين وتسجيله حسب تأثير الضوء والزمن على الأشياء. اهتمت التكعيبية بفكرة وحدة الصورة المرسومة على سطح ذي بعدين وبتحليل الأحجام وعلاقتها. وحقق ذلك التكعيبيون بتعمدهم إهمال رسم الأشياء كما هي، والسعي لإيجاد التكوين الكلي للشيء المراد تصويره، ومع توضيح وضعه في الفراغ وفي سعيهم لتحقيق هذا، فإن التكعيبيين قد جعلوا الصورة تحمل فكرة الشيء المرسوم وذلك برسمه من جهات متعددة في وقت واحد.

اسم التكعيبية كالتأثيرية والوحشية أطلق على الفنانين رغم معارضتهم الشديدة له. فقد عارض كل من بيكاسو Picasso وبراك Braque -وهم زعماء التكعيبية- هذه التسمية إلا أنهم لم ينجحوا في تغيير اسمها.

يعتبر الفنان بول سيزان 1839 - 1906 أبا الفن الحديث وهو أول من خطط للتكعيبية ومهد لها، فقد كان يكرر أن المخروط والكروي والاسطواني هي أشكال ينبغي على المصور أن يبحث عنها، فهو أول من لفت الانتباه للتكعيبية.

وقد مرت التكعيبية بمراحل :

1- التكعيبية التسطيحية (1906 - 1909م): وهي فترة التأثر بالفن والنحت الإفريقي الذي بسط الأشكال ولخصها في الأحجام الأساسية.

2- التكعيبية التحليلية (1909 - 1912م): التي توضح المظاهر المختلفة للشيء الواحد وتهمل المنظور وتستخدم التراكم، ومن هنا ظهر التركيم.

3- التكعيبية التركيبية (1912 - 1914م): وتترجم كل شيء مُشاهد إلى رموز بصرية، وتجعل لكل شيء رمزاً مقابلاً له. وبهذا تجعل الفن شيئاً موازياً للحقيقة أو للواقع، وليس انعكاساً أو تصويراً له.


لقد تأثر مصمموا الجرافيك بما امتازت فيه حيث أعتمدت التكعيبية الخط الهندسي أساسا لكل شكل كما ذكرنا فاستخدم فنانوها الخط المستقيم و الخط المنحني ، فكانت الأشكال فيها اما أسطوانية أو كروية ، وكذلك ظهر المربع والأشكال الهندسية المسطحة في المساحات التي تحيط بالموضوع ، وتنوعت المساحات الهندسية في الأشكال تبعا لتنوع الخطوط والأشكال واتجاهاتها المختلفة. و لهذا فإن التكعيبية ركزت على فكرة النظر إلى الأشياء من خلال الأجسام الهندسية وخاصة المكعب ، فهي تقول بفكرة الحقيقة التامة التي تأخذ كمالها وأبعادها الكلية ، عندما تمتلك ستة وجوه ، كالمكعب تماما, فالتوصل إلى هذا الهدف لا يتحقق إلا عن طريق تحطيم الشكل الخارجي والصورة المرئية.

لا يمكننا تجاهل الاتجاه وتأثيره على اسلوب عمل مصمم الجرافيك، فكراً وفكرة وتنفيذا. اعتقد ان الاعمال ادناه هي احسن تمثيل للتأثير. فقد استطاع المصمم توظيفه في اعماله بعد معرفة ميزاته . مما يعكس اهمية خاصة لثقافة المصمم في تنمية لغته البصرية وتوظيفها على أكمل وجه. حيث ترفع من وتيرة ابداعه وتنوع اساليبه.









Friday, 13 May 2011

في صـمـيـم الـتـصـمـيـم البـذيء

التصاميم البذيئة أتت في زمن اصبحت فيه الرحعية نمط عصري . يبدو أن النظرة لهذاالاتجاه الوسخ قد كسب شعبية واسعة. وهناك سبب وجيه وراء ذلك. هو تخلف في المفاهيم والهروب من قواعد الأصول وتبرير ذلك من خلال منحه سمة العصرية.
الهروب من بيئتنا اليومية التي تحمل الكثير من التصاميم على أشكال هندسية مثالية أو بتأثيرات ظلية جميلة ، دعت كثير من المصممين للميل إلى استكشاف حلول تصميم أقل مثالية ظناُ منهم انها اكثر واقعية وانها تعكس عالمنا الذي نعيش فيه. وان النتيجة لهذه العناصر تنتج تصاميم أكثر واقعية ، ذات نظرة أصيلة، نظرة واحدة تتوقعها فعلا في الحياة الحقيقية.
من مميزات هذا التصميم نجد:
- البقع القذرة، والصور الممزقة، والمثنية من الاطراف
- الرسوم اليدوية البدائية كتمثيل شخصي.
- استخدام عناصر بالية من البيئة والحياة اليومية.
_ أحرف وارضيات قذرة






كيف يبدو التصميم البذيء؟
التصميم البذيء يعتمد على استخدام الرسومات التي تعطي شعورا قذرة. البقع القذرة والقوام ، والقطرات ، دوائر، وورش الالوان العشوائي والصور الممزقة، رسوم باليد والعناصر المجعدة قطع من الورق هذه جميعها عناصر مشتركة في التصميم البذيء. في كثير من الأحيان، يتم نسخ العناصر من حياتنا اليومية في شكلها الحقيقي دون أي إضافات بواسطة الكمبيوتر.


اين يستخدم؟
دائما ما كان التصميم البذيء يستخدم على نطاق واسع في مجال مواقع الموسيقى وفرقها وفي المواقع الشبابية الشعبية. ويبدو أن هذا النوع من المواقع يستخدم كشكل حر جدا للتعبير الفني رافضا كل ما هو سائد .
وذكرتني بأحد الكلمات المستخدمة في الشارع المصري عند تحقير شخص ما يقال له يا خرونج.
Grunge Design أطلق عليه في اللغة الانجليزية اسم
للأسف مثل هذا الاتجاه في التصميم نراه على صفحات صحفنا اليومية من خلال إعلانات لا تمت بصلة للموسيقى او الشباب مما يسيء الى موضوع الاعلان ورسالته. والكثير من مصممينا الشباب يعتقدون مثل هذا الاتجاه هو اسلوب عصري.



Saturday, 12 February 2011

المصمم واللغة البصرية

أتمنى ان يكون لحديثي هذا صدى لدى زملائي وطلابي ، للأسف، القليل من يعي هذا المصطلح ومعناه ووظيفته. أن يعرف أهمية اللغة البصرية وضيق التكامل بين الكلمات والصور والأشكال. إن لم نمتلك الكلمات والعناصر البصرية لن يكون لدينا لغة بصرية. اذا تم دمج الصور والكلمات مع بعضهم البعض ، ربما تكون هناك لغة بصرية. أنها تتطلب تكامل مدمج. أعني بذلك أنه إذا ان أخذت الكلمات بعيدا ، فإن العناصر البصرية المتبقية لا تشكل ادوات اتصال ذو مغزى. وبالمثل ، إذا أخذت العناصر البصرية بعيدا ، ما تبقى من الكلمات لن تكتمل ، كوحدة اتصال ذات مغزى.
إن اللغات البصرية تقيم مع باقي اللغات علاقات نسقية متعددة ومعقدة،ولا أهمية لإقامة تعارض ما بين الخطابين اللغوي والبصري،كقطبين كبيرين يحظى كل واحد منهما بالتجانس والتماسك في غياب أي رابط بينهما، وهذا نابع من خصوصية كل خطاب، وكل رسالة. الرسالة البصرية هي بطبيعتها تركيبية لا تقبل التقطيع إلى عناصر صغرى مستقلة لأنها ترابطية تختزن في بنائها دلالات لا تتجزأ. والرسالة البصرية قائمة على المماثلة والمشابهة.

فمنذ ظهور الكتاب صار الارتباط بين الصورة والنص عاديا،لأنه ليس هناك في الحقيقة أي معنى أن نكون (ضد) اللغة،أو معها،,لا(مع) الصورة أو ضدها،إن محاولاتنا تصدر عن قناعة بأن سيميولوجيا الصورة ستشتغل جنبا إلى جنب مع سيميولوجيا الموضوعات اللسانية وأحيانا تتقاطع معهاأصبحنا اليوم نعيش في بيئة الصورة،ترافقنا غي كل مكان، فأينما نوجه انظارنا فهناك صورة تتبادل معنا النظرة في الجرائد أو المجلات،أو تنتظرنا في المكتب أو المنزل،أوفي الشوارع والطرقات،وتطالعنا في التلفزيون أو عبر هواتفنا الجوالة،فالصورة تعيش بنا ونعيش بها،ولكن لابد من التحقق منها، وهذا لا يكون إلا بمعرفة حدودها ومحدداتها،فلكل شيء نقطة نشوء ونقطة اندثار،والصورة دائما في خلق جديد.

اللغة البصرية هي واحدة من أهم التطورات المثيرة في مجال الاتصالات وخاصة في مجال الأعمال والتكنولوجيا. أنها لغة جديدة. نراها كثيرا في بيئتنا، نراها في صور التلفزيون ، و المسرح والرسومات والصحف والمجلات ، والعروض التجارية. أصبحت اللغة البصرية لغة جديدة في الانترنت وغيرها من أشكال الوسائط المتعددة. اللغة البصرية شكلت تغييرا أساسيا في التواصل بين الناس ، ويرجع ذلك جزئيا إلى إننا كأفراد ومؤسسات ومنظمات نستخدمها لتوصيل الأفكار يمكن أن تكون أكثر تعقيدا وتشابكا ومن المستحيل التعبير عنها بأية طريقة أخرى.

اللغة البصرية قد تعطي معنى جديدا لفكرة الاتصالات العالية السرعة ذات النطاق الترددي العالي. حالة الاتصال هذه قد تقع في بيئة ذات قيود شديدة وقد تجعل الكلمات وحدها غير قادرة على التواصل عبر وقت وتسلسل وسببية المتعددة لعلاقات متعددة. وما فيها من صفات الشمولية والتكاملية والدولية.

لقد تم حل هذه المشكلة ( كما يقول الكاتب بوب هورن صاحب كتاب "لغة عالمية للقرن الواحد والعشرين "،عن طريق تطوير ما يسمى التفكير البصري والاتصال المرئي. وبطبيعة الحال هما أداتين فاعلتين ان تم استيعابهما من قبل المصممون الذين يتفاعلون داخل بيئة اللغة البصرية لأول مرة. قد يحتاجون أيضا إلى النظر في مشروع واسع جدا عبر استخدام اللغة البصرية لرسم اتجاه واحد من المناقشات الفلسفية في القرن الواحد والعشرين.

طلبة التصميم في مشاريع أعمالهم في كلياتهم ، يباشرون ممارسة أفكارهم الأولوية على صفحات دفاترهم، ممارسين مهام في اللغة البصرية. اللغة البصرية تبدأ بأسلوب التفكير وكيف لها أن تصبح جزءا طبيعيا من آلية الاتصال الكلية. ضمن تعقيدات الاتصال والبحث عن أدوات لتبسيطه. التفكير البصري كاتصال مرئي هو السبيل الوحيد الذي يمكن الطلبة من التعامل مع تعقيدات كثيرة في الاتصالات التجارية الحديثة، لتحقيق الجدوى والفعالية والكفاءة.

اللغة البصرية تسهل التواصل بين الثقافات من خلال عملية الدمج المحكمة للصور والرموز والأشكال المراد لها ان تكون مفهومة على الفور مع الكلمات. اللغة البصرية تجعل ترجمة هذه الصور والرموز والأشكال أسهل وأكثر سرعة من الكلمات كلغة بصرية. و الوسائط المتعددة المدمجة، وأجهزة الكمبيوتر والانترنت توفر الآن الفرصة الأسهل للاتصال بين كافة الثقافات. وهذه الوسائط لن تحقق للطلبة إمكاناتهم الكاملة و المهارات الأساسية في مفاهيم التفكير البصري والاتصالات المرئية المعروفة على نطاق واسع وطرق استخدامها.

الناس يتحدثون بشكل متزايد و اللغة البصرية تنمو في وسطنا كوسيلة جديدة للاتصال. ومن الطريف أنها نشأت بنفس الطريقة التي ظهرت فيها اللغات التي نتحدث بها، نحن نخترعها. وهناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من الناس تخترع اللغة البصرية ، ويأتي هذا كله معا. ولن ننسى أن المفاهيم اللغوية التي نستخدمها لتحليل اللغات التي نتحدث بها ينطبق على اللغة البصرية. يمكننا تحليلها لغويا ، ومعرفة دلالاتها ، ونواحيها العملية. ولكن في الوقت نفسه ، فإن هذه المفاهيم لا تناسبها تماما ، لأنه تم استخدامها حتى الآن للغة الشفهية فقط.

التفكير البصري والاتصال المرئي ، يركزان بشكل خاص على كيفية البدء فورا باستخدام اللغة البصرية في الحياة العملية. تجمع بين مفاهيم العلوم المعرفية والبيانات ، والمبادئ التوجيهية للتصميم بكل معلوماته ، وبناء الجملة ودلالاتها في اللغة البصرية ، ومبادئ التصميم الجرافيكي ، بناء الفكرة ، وطرق بناء الفكرة والتغبير عنها وتطويرها. واخيرا وظيفتها. وباختصار ، فهي توفر ما نحتاج إلى معرفته لنبدأ باستخدام اللغة البصرية لإنتاج كفاءة بصرية.

Sunday, 10 October 2010

كيف نقيم تصميماً؟

هل تقييم العمل الفني وخاصة في تصميم الجرافيك هو مجرد حكم مزاجي عابر او رغبة شخصبة او نزعة عاطفية .... الحقيقة لا ... ليس كل ما هوجميل هو صح وليس كل ما هو ليس جميل ناقص.... مجرد ان العمل هو نتاج فكري انتقل من الخيال الى العالم المحسوس فهو عمل ابداعي .. ولكن ما مدى قدرة هذا العمل على تأدية غابته الوظيفية والجمالية... لا يمكن للجمال ان يتعدى الوظيفة ولا للوظيفة ان تتعدى الجمال... بل هما متكاملين معا لهما نقس الدور.... قكل عناصر التصميم هي في نفس الاهمية وللمصمم ان يلعب دور مقسم الادوار لهذه العناصر بما يتطلبه هدق التصميم.. لمن نصمم وما هي الرسالة المراد ايصالها وهذا يتطلب من المصمم ان يكون على ثقافة عالية جدأ وعلى درجة عالية من الاطلاع لكي يتسنى له امتلاك ادوات التصميم البصرية والتقنية... التقنيات واستخدامها الزائد قد تسيء الى التصميم رغم جمالبتها و كثرة العناصر او الالوان الغبر متطابقة مع الوظيفة.... عند تقييم اي تصميم نرتكز الى مجموعة من العوامل منها ما هو وظبفي وجمالي.
- النظر الى الفكرة وتميزها ومدى تفردها بمعنى هل ما اراه هو فعلا متفرد ونوعي
- علافة عناصر التصميم ببعضها البعض وكيف تتناول العين هذه العناصر بالترتيب والاهمية.
- علاقة هذه العناصر مع الفراغ، فهو عنصر من عناصر التصميم وكيف لنا ان نسيطر عليه.
- هل ادى هذا التصميم او ذاك وظيقته من خلال استخدام المصمم للعناصر الجرافيكية المناسبة او الصور او الرسومات والى جانب ذلك الرسالة المكتوبة ومدى ترابطها مع المضمون.
- اخيرا نوع الحرف العربي او اللاتيني المستخدم ومدى قدرة المصمم على التعامل معها واختيارها لتناسب العمل.
اذا موضوغ التقييم ليس بقول احببته او لم احبه اعجبني او لم يعجبني وللمصم صاحب العمل ان يدرك ان التصميم ليس استخدام الفلاتر وامكانيات البرنامج فقط وان اتعامل مع الشعار كما اتعامل مع غلاف كتاب او ملصق.. او عندما اتعامل مع فلاير كما اتعامل مع ملصق ومع البطاقة الشخصية كانها اعلان والاعلان كانه كتالوج والكتالوج كانه بروشور. لكل وسيط وظيفة وهوية غلينا ان ندرسهما.
من هنا نرى ان وعي المقيم وخبرته واطلاعه ومعرفته بنظريات ومناهج التصميم وسيسيولوجيا وسيكولوجيا التصميم مهمة وهذا ينطبق ايضل على المصمم...لبس كل من اتفن برامج الحاسوب مصمما ولبس كل فنان مصمما وليس كل مصمما مصمما ان لم يعي مهمته على اكمل وجه... وتعب على نفسه ثقافة وعلما... وهناك العديد من المصممين ممن امتلكوا القدرة دون دراسة التصميم بل بالعلم الذاتي والذكاء والبصيرة الثاقبة بالقراءى المتخصصة والتجربة المدروسة... كثرة الاطلاغ والبحث عن الذات والابتعاد عن التفليد الغبر مدروس.

لماذا البعض يتخوف من مشروع التخرج؟

لقد امضينم اربعة سنوات تمارسون فيها شتى المهارات، من الشعار حتى البوستر مروراً بالاعلان والبروشور والتقويم والمراسلات ومهارات اخرى، الهدف منها تعريفكم بوظيفة كل وسيط وطرق تنفيذه والفرق بينهم ومتى يستخدم.
لماذا بعبع المشروع؟
فهو جميع ما تعلمتموه مجتمعأ ولكن الفارق هو استخدام جميع هذه الوسائط مجتمعة ضمن استراتيجية هدفها تكامل وتناغم هذه الوسائط مع بعضها البعض لكي تتحقق الرسالة المرجوة. اذا يدل من اختيار ما اريد ان اعمله لزيائن متعددة اعمله لزبون واحد وجمهور واحد.
على ماذا تعتمد استراتيحية المشروع:
من هي الشركة او المؤسسة او الخدمة او المنتح الذي سيعتمد للمشروع؟
ما هي الوسائط المستخدمة حاليا للترويج. ولماذا تم اعتمادها؟ كيف تصميمها ونا عي السلبيات والايجابيات؟
ماهي الاهداف المرجو تحقيقها من هذه الوسائط؟
من هو الجمهور وما هي ثقافته؟
من هم المنافسون وما هي وسائطهم؟ نفاط قوتها وضعفها؟
ما هي الرسائل التي ستستخدم في الوسائط ولماذا وماذا يناسبها من صور ورسوم؟
كيف سأعمل وما هي المدة لكل مرحلة؟
ماذا سيحقق المشروع بعد تنفيذه؟
ما هو الموضوع المناسب؟ ا يجب ان يكون لمصمم قادرأ على وضع الحلول لأي موضوع على اساس انه سيتعامل مع زيائن غاياتهم محتلفةولكن لنقل اختر ما تستطيع ان تبرز من خلاله قدراتك الفكرية والايداعية والتقنية.

لذلك ايحث، اكتب وحلل معلوماتك لكي تكون قادر على تحديد مشروعك.
نظم وقتك واعمل وفق نظام اجندة
من هو الجمهور وما هي ثقافته؟
من هم المنافسون وما هي وسائطهم؟ نفاط قوتها وضعفها؟
ما هي الرسائل التي ستستخدم في الوسائط ولماذا وماذا يناسبها من صور ورسوم؟
كيف سأعمل وما هي المدة لكل مرحلة؟
ماذا سيحقق المشروع بعد تنفيذه؟

Friday, 1 October 2010

هوية المصمم الثقافية

إجابة على سؤال لاحدى الزميلات " هل تعتقد ان قراءة المراجع الأجنبية في مجال التصميم بطريقة ما لاكتساب المهارة و تحسين الاداء، ستؤثر على ثقافتي المحلية ونوعية عملي؟ علما بانه يصعب تطبيقها او حتى ترجمتها"


التصميم لغة عالمية قد تتعدى معناها. فهو يتجاوز كل الحدود الثقافية والوطنية. وذلك لما يحمله من معاني ووظائف متنوعة ومتغيرة باستمرار، والمصممون من وراءه يشكلون حالة فريدة من الابداع والموهبة ارتكازا الى ثقافتهم ومهارتهم حيث تحصد تقدير العالم. وهنا علينا تذكر الحقيقة إن تصميم الجرافيك هو في الأصل أوروبي المنشأ والقواعد والتصميم كاسم وظاهرة هو تعبير جديد جدا لا يتعدى مائة وخمسون عام. اما الجذور العربية لتصميم الجرافيك تكمن في حفر الاحرف مع بدايات الطباعة وخاصة طباعة الكتب . وقد تم استيراد هذه المهنة في وقت مبكر إلى العالم كجزء من الإرث الثقافي الأوروبي. لنقل في الاردن بدأ عام 1925 مع اول ماكينة طباعة اهديت الى حكومة شرق الاردن والتي كانت نواة تطور صناعة الطباعة في اوائل الاربعين وحتى يومنا هذا.

تصميم الجرافيك هو مثل جميع تخصصات التصميم الأخرى في اساليب الفكر المفاهيمي والعملي. ليس هناك تصميم من دون انضباط. ولا يوجد انضباط دون ذكاء، (هذه مقولة ماسيمو فانجيلي). في عالمنا العربي، هذا التخصص لم يناقش ، ولهذا أننا لا نجد أي منشورات حول التصميم قد كتبت باللغة العربية وإذا وجدنا فأنه ، بالتأكيد، تكون مترجمة. ترجمة غير متعمقة و تخلق حالة من الارتباك وعدم الوضوح ولا تدعم القضايا التي ترتبط بثقافتنا المحلية.
عندما نقرأ المراجع الأجنبية، نحن نتعلم المزيد من علوم التصميم، تاريخه وعمليته و تقنياته ومبادئه والإبداع وطرق توليد الأفكار وروابط التصميم بعلم النفس والاجتماع والتسويق. هذه هي المسائل المشتركة التي يحتاجها كل مصمم بغض النظر عمن هو؟.

عندما يبدأ المصممون تقاسم الطرق الشائعة في التفكير والشعور والعيش حينها تطهر
الثقافة واثرها. مثل هذه الثقافة يمكن أن تنشأ في أي بقعة سكانية. لا تقتصر على منطقة جغرافية أو خلفية محددة. ويمكن التمييز بين ثقافات مختلفة باختلاف خصائصها ، مثل الأنماط السلوكية ، والاستجابات العاطفية والجمالية والقواعد والقيم التي يتقاسمها المصممون ويتشاركون بها.

اختلاف الثقافات بالتالي يؤدي الى إنتاج تصاميم وبيئات مختلفة ذات خصائص ثقافية مختلفة. من ناحية أخرى ، و من خلال التفاعل ما بين التصاميم و الناس قد تنشأ ثقافات جديدة ذات نفوذ. لذلك تعاليم التصميم بمنهجياته ونطرياته لا تتدخل في الثقافة المحلية للمصمم المسلح بالوعي والنضوج، إن كانت جذور هويته الوطنية راسخة وثابتة. حينها سيوظف ولا يقلد، سيبدع وإبداعه سيكون ناتج عن عملية طويلة من البحث والتحليل والتوظيف. المصمم يعتمد على ثقافته ومخزون تعليمه وهما الرافد الحقيقي لتوظيف أدواته بشكل صحيح وتجعله قائدا محاورا ومقنعا. سؤالي هو:
أي نوع من المصممين أنت؟ ما هي فلسفتك؟ كيف يمكنك أن تساهم ايجابيا في قطاع التصميم؟

قد نجد اجوبة هذه الاسئلة متشابهة رغم اختلاف الهوية لكل مصمم!